هدية للدكتور قنديل

هدية للدكتور قنديل

المغرب اليوم -

هدية للدكتور قنديل

فهمي هويدي

أيها المواطنون ــ لا أدرى هل تتاح لى الفرصة مرة أخرى للحديث إليكم، لذلك أغتنم المناسبة لأتحدث بقلب مفتوح فى ثلاثة محاور. أولا: أننى جئت لأوضح وأؤكد، ثانيا: لأشهد وأحمل المسئولية، وثالثا: لا شكر وأعتذر. لقد تحملت مسئولية وشرف وابتلاء رئاسة أول حكومة بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، وككل عمل بشرى كانت هناك إيجابيات وسلبيات، فيها النجاح وفيها الإخفاق، ولأن هناك اخفاقات فقد أردت أن أصلح، واقترحت فى آخر المطاف مبادرة تصلح ما أمكن من عملنا وتوضح الطريق. واقترحت حكومة كفاءات وطنية بما فيها من سلبيات، ولكن فيها إيجابيات كثيرة، وكانت تلك هى الوسيلة الأفضل التى خلصت إليها بعد التجربة والمعاناة، حكومة تعمل من أجل الجميع وتهتم بشأنهم العام. تهتم بأولويات التشغيل وتوفر على مواطنينا عناء العيش. وتعمل جهدها للتنمية وإقامة مشاريع التنمية ما استطاعت، وتصلح ما أفسده النظام السابق. وتواصل بعد ذلك المسيرة الديمقراطية. هذه المبادرة التى قدمتها لم تلق الدعم فقدمت استقالتى. ورغم أنه عرض على التكليف مرة أخرى، إلا أننى بعد التأمل والاستشارة والاستخارة رأيت صعوبة فى أن أقبل مهمة لا أرى فيها فرصا للنجاح الذى تمنيته. كان على أن أعتذر وأنا آسف لأنى أعلم أن بلادنا تنتظر وشعبنا ينتظر حلا، وأريد أن أؤكد أن رفضى التكليف مرة أخرى ليس رفضا متعنتا، ولا غلقا للأبواب، ولكنه رفض من أجل التأكيد على الحق فى إفساح المجال لحل آخر. إننى أحمل المسئولية لنفسى وللحكومة والأحزاب الحاكمة ولكل الأطراف، ولا أستثنى الأحزاب التى اجتمعت بها وقلت إن مستقبل البلد بين أيدينا، ونحن مسئولون عن هذا الشعب، الذى مل وسئم مشاكلنا وعراكنا وخصوماتنا وتجاذباتنا. وأقول للجمع وللإعلام بوجه خاص، ارأفوا بمواطنينا وبأعصابنا ولا تزيدوا الطين بله، ولا تصبوا الوقود على النار، وليكن الجميع فى مستوى المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم بدرجات متفاوتة. ليس كثيرا أن نصبر على الزيادات والإضرابات وقطع الطريق، خصوصا أن اقتصاد بلادنا ضعيف وبحاجة لمن يحمله لا لمن يوهنه. ولا أعفى من المسئولية رجال الأعمال والمستثمرين المحليين الذين عليهم أن يبادروا ولا يترددوا أما جماهير الشغيلة من أبنائنا وبناتنا فهم مسئولون عن مواصلة العمل والكد والخروج من مسار السلبية المقيتة، لأن هذا الوطن لن يتقدم ولن ينطلق نحو المستقبل إلا بسواعد أبنائه وبناته. وأقولها بصراحة وصدق: فى هذا البلد لا يوجد مسئولون وغير مسئولين. وذلك أن الجميع مسئولون عن نجاح القدرة، ولا ينبغى لأى طرف وطنيا وأخلاقيا أن يتملص من مسئوليته. لأننا فى ذات السفينة، إما أن ننجو معا أو نهلك جميعا. فى هذا السياق فإننى أتوجه بالشكر لرجال الأمن والجيش. وهم الذين يعانون ويكابدون ويضحون من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلد، كما أشكر كل المخلصين وهم كثر، الذين يعملون بالليل والنهار ضاربين المثل فى البناء والكد ككل جنود الخفاء المنتشرين فى الحقول والمصانع. أخيرا فإننى أعتذر لأننى خيبت الآمال، وأعتذر لأننى قصرت، لأن المنصب مسئولية والحكم أمانة أمام الله وشعبنا. أعتذر لمن لحقه ظلم منى بغير قصد، أعتذر لمن رأى منى تصرفا آذاه أو كلاما أغضبه، اعتذر لكل أبناء هذا الوطن. وبرغم كل شىء فلابد أن نكون على ثقة فى الله وفى شعبنا، لأن وطننا العظيم يستحق أن يحتل مكانته فى صحائف العزة والمجد. لا تسارع بالتفاؤل أو إحسان الظن، فهذه الكلمة الوداعية التى تدخلت فيها بتصرف بسيط للغاية وجهها السيد حمادى الجبالى رئيس وزراء تونس عقب إعلانه الاستقالة من منصبه، بعدما رفض قراره تشكيل حكومة كفاءات وطنية تسير شئون البلد، بديلا عن حكومة السياسيين الحالية، وهو القرار الذى قدم فيه مصلحة الوطن على مصلحة حزب النهضة الذى يشغل منصب أمينه العام، وكان أول الرافضين لموقفه، وحين أصر على موقفه فإنه خسر منصبه كرئيس للوزراء، ولكنه خرج كبيرا ومرفوع الرأس. كنت قد دعوت الدكتور هشام قنديل لأن يحذو حذو الجبالى فيما كتبته يوم الخميس الماضى (21/2)، وقلت ما نصه إن الرجل إذا فعلها فإنه سيخرج من الحكومة محتفظا بقامته، بدلا من أن يخرج مكسور الجناح ومستبعدا من حكومة ما بعد الانتخابات القادمة، ولأننى مازلت عند رأيى الذى اقترحته، فإننى أهدى إليه هذا النص الجاهز لكى لا تكون له حجة فى تأخير إعلان الاستقالة، وإن لم يقنعه فليته يقرؤه جيداً ويستوعبه ربما تعلم منه شيئا يفيده فى المستقبل. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدية للدكتور قنديل هدية للدكتور قنديل



GMT 19:34 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 19:31 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 19:28 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 19:19 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 19:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib