سامر العيساوى يحييكم

سامر العيساوى يحييكم

المغرب اليوم -

سامر العيساوى يحييكم

فهمى هويدي

هذا الصباح يدخل إضراب سامر العيساوى عن الطعام يومه السادس عشر بعد المائتين، ولا يزال ثابتا على موقفه الذى سجل به أطول إضراب عن الطعام فى التاريخ، بقدر ما قدم نموذجا فذا لإصرار الفلسطينى على الدفاع عن كرامته وحريته، وفى الوقت نفسه فضح بشاعة الاحتلال الإسرائيلى وجبروته، وبسبب إصراره المعجز فإن الرجل تحول إلى رمز وطنى يتغنى به أبناء الشبيبة الفلسطينية وتزين صوره القمصان والشوارع والساحات العامة فضلا على مواقع الإنترنت فى الأرض المحتلة، ولأن صلابته هزت الضمير العام فقد وجهت الدعوات خلال الأسبوع الماضى إلى إلغاء المناسبات العامة والخاصة والأفراح، تضامنا مع سامر ورفاقه الذين التحقوا به، رافعين شعار الحرية أو الشهادة. هو الرمز الأشهر بسبب طول مدة إضرابه عن الطعام، لكن معه ثلاثة آخرين من المناضلين لا يزالون ثابتين على موقفهم. كان العيساوى قد اعتقل فى 25 مايو من العام الماضى، بعد أشهر قليلة من الإفراج عنه فى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وكانت الحجة أنه خرق شروط الصفقة التى تنص على عدم مغادرة منطقة سكنه فى القدس المحتلة، وقام بزيارة مدينة رام الله، ورغم أنه كان يتحرك فى وطنه فإن السلطات الإسرائيلية تذرعت بتلك الزيارة، وطالبت المحكمة العسكرية بأن تلزمه باستكمال الفترة المتبقية من حكمه، وهى 20 عاما، علما بأن اتهامه الأصلى كان فى قضية أقيمت استنادا إلى معلومات استخبارية سرية، لا يسمح للأسير أو محاميه بالإطلاع عليها. من رفاقه فى الإضراب الأسير طارق قعدان الذى اعتقل فى 22 نوفمبر الماضى، وهو يقضى حكما بالسجن الإدارى المتجدد بدون محاكمة. وقد بدأ إضرابه عن الطعام منذ تسعين يوما، من هؤلاء أيضا الأسير جعفر عزالدين الذى اعتقل فى اليوم ذاته، وإضرابه يدخل هذا الصباح يومه التسعين. الرابع هو الأسير أيمن الشراونة الذى اعتقل فى 31 يناير عام 2012، وكان قد أضرب عن الطعام طوال 140 يوما، لكنه علق إضرابه، واستأنفه مجددا فى 16 يناير الماضى، والشراونة مثل العيساوى، واحد من تسعة مناضلين تحرروا من الأسر فى صفقة «شاليط». وأعادت السلطات الإسرائيلية اعتقالهم بتهمة خرق شروط صفقة التبادل، وتطالب السلطات الإسرائيلية المحكمة العسكرية بالحكم عليه مجددا، باستكمال ما تبقى من فترة حكمه قبل تحرره، البالغة 28 عاما. (أمه وأشقاؤه ــ أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام تضامنا معه أمام خيمة للاعتصام أقيمت فى الخليل). يوم الثلاثاء الماضى 19/2 أضرب عن الطعام 800 أسير فلسطينى تحتجزهم إسرائيل فى سجونها بغير تهم تضامنا مع رفاقهم الأربعة. وفى ذات الوقت أقام الفلسطينيون فى الأرض المحتلة العشرات من مراكز الاعتصام تضامنا مع إخوانهم، الذين تحاول إسرائيل دفنهم فى سجون «ايشل» و«ريمون» و«نفحه». وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعى والإذاعات المحلية طول الوقت رسائل العيساوى (عضو الجهبة الديمقراطية لتحرير فلسطين) المسكونة بالكبرياء والتحدى لسجانيه، وتمثل تلك الرسائل شحنات وطنية وعاطفية شديدة التأثير فى أوساط الشباب الفلسطينى، الذين لم تتوقف تظاهراتهم التى ما برحت تطالب بزوال الاحتلال وإطلاق سراح الرجل ورفاقه الأسرى. وفى واحدة من تلك الرسائل، قال العيساوى: أقول لشعبى إننى أقوى من جيش الاحتلال وقوانينه العنصرية. أوصيكم إن سقطت شهيدا أن تحملوا روحى صرخة من أجل كل الأسرى والأسيرات. صرخة حرية وانعتاق وخلاص من كابوس السجون وظلماتها القاسية.فى رسالته الأخيرة، قال: لا تخافوا على قلبى إن توقف. ولا تخشوا على يدى إن شلت، فأنا ما زلت حيا الآن وغدا وبعد الموت. لأن القدس تتحرك فى دمى وإيمانى وعقيدتى. وقال فى وصف حالته بعد مرور أكثر من مائتى يوم لم يدخل فيها أى طعام إلى جوفه: لقد أبلغنى الأطباء أننى أصبحت معرضا لجلطات دماغية بسبب عدم انتظام دقات القلب والنقص فى السكر وهبوط الضغط. جسمى مملوء بالبرودة وعدم القدرة على النوم بسبب الآلام المتواصلة. لكننى رغم التعب والإرهاق الشديدين وآلام الرأس المزمنة، أتحرك على مقعدى، وأحاول أن أستجمع كل ما عندى لأواصل الطريق إلى منتهاه، لا عودة للخلف إلا بانتصارى، لأننى صاحب حق واعتقالى باطل وغير قانونى. سامر العيساوى. الذى رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية الإفساح عنه. ينتمى إلى عائلة تعد نموذجا للأسر الفلسطينية المناضلة. فشقيقه فادى العيساوى استشهد عام 1994 فى مجزرة الحرم الإبراهيمى، وشقيقه مدحت العيساوى قضى 19 عاما من حياته فى الأسر. وشيقيقته المحامية شيرين العيساوى اعتقلت لمدة سنة كاملة عام 2010. لقد كانت  مصر هى الراعية لصفقة إطلاق الجندى الإسرائيلى شاليط، التى بموجبها تم الإفراج عن سامر العيساوى وأيمن الشراونة وآخرين من المناضلين الفلسطينيين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم مرة أخرى فى انتهاك صارخ للاتفاق، الأمر الذى يثير سؤالا كبيرا حول موقف الطرف المصرى إزاء ذلك، وبالمناسبة فإن صاحبنا وجه فى إحدى رسائله تحية خاصة إلى «مصر الشقيقة ومشجعى فريق نادى الزمالك ولمعلق الجزيرة الرياضية   نقلا ً عن جريدة الشروق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سامر العيساوى يحييكم سامر العيساوى يحييكم



GMT 18:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 18:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 18:09 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 18:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 18:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 17:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 17:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib