غارتان عسكرية وإعلامية
توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025 منظمة الصحة العالمية تُطالب بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة وفاة توأم رضيع فقد حياته جراء البرد القارس الذي يعاني منه النازحون فى غزة قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 4 مرضى أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده نتيجة حادث في قطاع غزة دبابات إسرائيلية تُحصار مجموعة من المباني الحكومية في في مدينة السلام بالقنيطرة جنوب سوريا مطالبة بإخلائها على الفور ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45 ألفاً و541 شهيداً و108 آلاف و338 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الخارجية الفلسطينية تؤكد أن تفاخر دولة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير جباليا استخفاف بالشرعية الدولية
أخر الأخبار

غارتان عسكرية وإعلامية

المغرب اليوم -

غارتان عسكرية وإعلامية

فهمي هويدي

أن ترد مصر بقصف مواقع داعش فى ليبيا، فهذا أمر مفهوم ومبرر. ولكن أن يجيئ الرد بعد ساعات من إعلان نبأ قتلهم للعمال المصريين فتلك مسألة لها كلام آخر. ورغم أننا فهمنا أن الموضوع كان محل مناقشة اجتماع مجلس الدفاع الوطنى، إلا أننى أخشى أن يكون القرار قد اتخذ فى ظل الانفعال وتحت تأثير الصدمة التى انتابتنا جميعا، وقبل إنجاز الترتيبات التى تكفل توجيه ضربة قاصمة تضمن قطع دابر التنظيم فى ليبيا على الأقل. ولكى أشرح وجهة نظرى فى الموضوع فإننى استدعى إلى الذاكرة قصة عملية ميونيخ التى قام بها الفلسطينيون أثناء أولمبياد عام ١٩٧٢، واستهدفت أخذ الفريق الإسرائيلى رهائن حتى يتم الإفراج عن ٢٣٦ أسيرا فلسطينيا. وهى العملية التى لم تنجح، لكنها أسفرت عن قتل ١١ رياضيا إسرائيليا برصاص القناصة الألمان.

لن أخوض فى ملابسات العملية وخلفياتها، لكن مايهمنى فى الأمر أنها أحدثت صدمة كبرى داخل إسرائيل، التى لم تنس جرأة الفلسطينيين التى أدت إلى قتل ذلك العدد من رياضييها. ثم إنها قامت بالرد والثأر حين استطاعت ان تحدد اسماء الذين خططوا للعملية ونفذوها، ثم قامت بتصفيتهم تباعا. وكان على حسن سلامة مسئول المخابرات فى فتح أول من استهدفتهم محاولة اغتياله بعد سنتين (عام ١٩٧٤) لكنها اخطأت الهدف. ثم نجحت فى ذلك عام ١٩٧٩، بعد سبع سنوات. إذ تصيدته فى بيروت وقتذاك. وكانت قد قامت بتصفية أربعة آخرين من قيادات فتح فى عام ١٩٧٨، أى بعد ست سنوات من تنفيذ العملية .

لا وجه للمقارنة بين هوية الأطراف، فضلا عن ان فى التفاصيل تباينات كثيرة. لكننى أردت أن أنوه إلى ان ثمة ردا يستجيب للرغبة فى الثأر والانتقام. وردا آخر يضيف إليها درسا لا ينساه الطرف الآخر من حيث انه يعجزه عن تكرار فعلته. ولست أشك فى أن الغارات التى استهدفت مواقع داعش فى «درنة» فى اليوم الاول «وسرت» فى اليوم الثانى اوصلت رسالة الثأر والانتقام. لكننى لست واثقا من أن المسارعة إلى الغضب وفرت فرصة تحديد الجهة التى قررت إعدام المصريين أو التى قامت بالتنفيذ الذى أشك فى أنه تم دون قرار من رئاستهم الموجودة فى «الرقة» بسوريا، كما اننى لست متأكدا من انه أمكن فى ذلك الوقت القصير ترتيب تأمين العدد الكبير من المصريين العاملين فى ليبيا (أكثر من مليون) من ردود الافعال الانتقامية من الطرف الآخر، خصوصا ان تنظيم داعش تمدد خارج درنة وسرت، وجذب إلى صفه اعدادا من شباب القبائل المتدينين.

تلك ملاحظة أولى على الرد العسكرى الذى أقدمت عليه مصر خلال اليومين التاليين للإعلان عن جريمة قتل العمال المصريين. أما ملاحظتى الثانية فهى تنصب على الرد الإعلامى الذى اتسم بدرجة أكبر من الانفعال والتحريض، الأمر الذى دفع البعض إلى الاعتداء على احدى السيارات التى تحمل اللوحات الليبية فى حى مدينة نصر بالقاهرة. رغم أن أغلب عناصر داعش هناك من غير الليبيين، وفى غمرة الانفعال فإن الابواق الإعلامية تحدثت عن مؤامرة أمريكية تركية ممولة من قطر وراء تحريض داعش على ارتكاب جريمتها. آخرون اعتبروا كل المجموعات الإسلامية فى ليبيا وكل الثوار الموجودين فى الغرب وكأنهم جزء من داعش، لمجرد انهم يعارضون مجموعة اللواء حفتر المتمركزين فى الشرق والمؤيدين من قبل الحكومة المصرية. فى الوقت ذاته وجدنا سيلا من الكتابات فى الصحف والتحليلات التليفزيونية التى اعتبرت كل فصائل الإسلام السياسى دواعش، وتطوع أحدهم فأفتى بأن داعش صناعة مصرية بالأساس، وان النشطاء الإسلاميين جميعا فى مصر يمثلون تنويعات على فكر داعش ومشروعها.

هكذا، فإنه إذا كان الرد العسكرى قد تمت مناقشته فى محيط عدد محدود من القادة وكبائر المسئولين، فإن الرد الإعلامى اتسم بالهرج والانفلات الذى شارك فيه كل من هب ودب، وطرحت خلاله مختلف التحليلات والتعليقات التى اختلط فيها المعقول باللامعقول والاخبار بالتغليط والافتراء. حدث ذلك فى غيبة المعلومات وفى ظل العجز عن متابعة خرائط وتضاريس المشهد الليبى الذى تتداخل فيه الصراعات السياسية مع العوامل القبلية والنزعات العرقية.

أسوأ ما قيل كان ذلك الزعم القائل بأن الجميع دواعش، خصوصا اولئك الذين يتمركزون فى الوسط والغرب الليبى. أى فى المناطق التى لا تسيطر عليها قوات اللواء خليفة حفتر. ذلك ان داعش موجودة فى بنغازى التى تحاول قوات حفتر السيطرة عليها. ثم ان معقلهم التقليدى الذى تم قصفه فى اليوم الاول هو مدينة درنة الواقعة فى الشرق أيضا. ثم ان داعش تكفر تحالف جماعة المؤتمر الوطنى المسيطرين على طرابلس فى الغرب وتعتبرهم مرتدين لأنهم لم يطبقوا شرع الله كما يقولون.

هذا الهرج لم يتح للمشاركين فى التعبئة الإعلامية فرصة الفرز بين التيارات المختلفة فى ليبيا، فوضعوا الجميع فى سلة واحدة، فاستعدوهم على مصر وعبأوا المصريين ضدهم بغير مبرر. إزاء ذلك فلعلى أزعم بأن الغارة العسكرية إذا كانت بحاجة إلى بعض التأنى لإحسان التدبير وإحكامه، فإن الغارة الإعلامية ظلت بحاجة إلى قدر أكبر من الرصانة والمسئولية، لأن الأمر أكبر من أن يعالج بالخفة التى لمسناها فيما قرآناه وشاهدناه. وأرجو الا تكون المبالغات والمزايدات الإعلامية مقصودة لإشغال الناس عن مراجعة ما جرى، والتفكير فى الثغرات التى تخللته، بحيث أوصلت الأمور إلى النهاية المأساوية التى انتهت إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غارتان عسكرية وإعلامية غارتان عسكرية وإعلامية



GMT 08:44 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

GMT 08:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه...

GMT 08:39 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام ليس ككل الأعوام

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 08:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025... العالم بين التوقعات والتنبؤات

GMT 08:30 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

بشير الديك.. الكتابة على نار هادئة!!

GMT 08:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

كان عامًا كغيره

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام سقوط الطائرات!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
المغرب اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 06:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد
المغرب اليوم - مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد

GMT 02:57 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

هانز فليك يُؤكد أن تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

GMT 02:09 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

رايو فايكانو يحرم ريال مدريد من الصدارة المؤقتة

GMT 03:24 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا حقق رقماً قياسياً جديداً للنادي

GMT 08:17 2022 الأحد ,30 كانون الثاني / يناير

صديقة كريستيانو رونالدو توجه تحية شكر للمغاربة

GMT 21:29 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على حقيقة وفاة نجمة "العيطة الجبلية" شامة الزاز

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لوسي تُوضِّح أسباب تقديمها الجزء الثاني من "البيت الكبير"

GMT 14:46 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

أتلتيكو مدريد يعلن غياب موراتا بسبب الإصابة

GMT 11:43 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

4 بلدات عربية على قائمة أفضل القرى السياحية في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib