رائحة قانون الطوارئ
هاكرز صينيون يهاجمون وزارة الخزانة الأميركية سيارة من طراز "تسلا سايبرترك" تنفجر أمام فندق ترامب الفاخر في لاس فيغاس جنوب غرب الولايات المتحدة وزارة الخارجية الايرانية تستدعي السفير السعودي في طهران وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد تنفيذ بلاده حكم الاعدام في حق 6 مواطنين إيرانيين ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,553 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 جماعة الحوثي في اليمن تُسقط ثاني طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9 ريبر" خلال 72 ساعة وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن عن إصابة إسرائيليين اثنين في حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأميركية توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025 منظمة الصحة العالمية تُطالب بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة
أخر الأخبار

رائحة قانون الطوارئ

المغرب اليوم -

رائحة قانون الطوارئ

فهمي هويدي

يصدمنا القرار الذى صدر فى الأسبوع الماضى 4 يناير بالتحفظ على أموال 112 مصريا، إذ يدهشنا مضمونه فضلا عن أن توقيت صدوره يثير خليطا من مشاعر القلق والخوف، باعتبار أن إعلانه فى مستهل العام الجديد، يمثل سحبا من رصيد التفاؤل الذى تمنيناه لذلك العام، أدرى ان أكثر من 700 شخص سبق أن تم التحفظ على أموالهم، بعد الحكم بحظر أنشطة جماعة الإخوان، إلا أن القرار الأخير أعلن فى أعقاب صدور حكم آخر يحظر تحالف دعم الشرعية. وإذ تمت الخطوتان تنفيذا لقرار محكمة القضاء المستعجل التى لا ولاية لها فى الموضوع، ناهيك عن ان شرط الاستعجال ذاته لم يكن قائما. إلا أن القائمة الأخيرة «تفوقت» على الأولى من عدة زوايا منها ما يلى:

• المستهدفون منها لم يكونوا من الإخوان فقط ولكنهم وصفوا بأنهم قيادات فى تحالف دعم الشرعية الذى ضم تسعة أحزاب مختلفة تضامنت مع الإخوان. وكان لافتا أن ضمت قائمة القيادات العلامة الدكتور يوسف القرضاوى (89 سنة) واثنين من الشبان عمر كل منهما 19 سنة. أحدهما طالب فى المنوفية اسمه سيد نبيل خيرى عبدالعزيز ومبرمج كمبيوتر فى القليوبية اسمه عاطف عبدالحى طه. ولا اعرف كيف اعتبر الاخيران قياديين فى التحالف المذكور.

• ضمت القائمة أشخاصا لا علاقة لهم بالإخوان ولا بالتحالف، إذ منهم من كان عضوا فى حركة 6 أبريل، ومنهم من هم أعضاء فى مجموعة الاشتراكيين الثوريين. ومنهم أشخاص لم يعرف لأى منهم أى انتماء سياسى (مثل الناقد الرياضى علاء صادق والدكتور محمد الجوادى طبيب القلب).

• لم يكن هناك تفسير لضم هؤلاء إلى قائمة المتحفظ على أموالهم سوى أنهم من المعارضين السياسيين، علما بأن بعضهم ينتسبون عمليا إلى حزب الواقفين على باب الله، الذين لا يملكون مالا يذكر، لكن غاية ما امتلكوه ألسنة ربما طالت بعض الشىء فى نقد النظام وحناجر ربما هتفت ضده، وهو ما دفع البعض إلى التندر على القرار فى تعليقات حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعى، فمن قائل ان أحدهم قدم «ممتلكاته» التى تنحصر فى علبة سجائر و«ولاعة» إلى اللجنة المختصة للتحفظ عليها. وقائل ان الدولة ستقدم قروضا إلى المعذورين منهم لتنفيذ القرار. وتساءل ثالث عن امكانية التقسيط فى اخضاع الأموال للتحفظ..إلخ.

• الذى لا يقل خطورة عما سبق ان قرار التحفظ على أموال المجموعة الأولى يفترض انه صدر تنفيذا لحكم محكمة الأمور المستعجلة التى قضت بحظر جماعة الإخوان والتحفظ على أموالها. شكلت لجنة خاصة لتلك المهمة أصدرت قرارها بالتحفظ على أموال السبعمائة شخص إلى جانب نحو 1200 جمعية ومدرسة. أما فى الحالة الأخيرة فإن حكمها، الخاص بحظر تحالف دعم الشرعية لم ينص على مصادرة أموال الأحزاب المنخرطة فيه. مع ذلك فقد أصدرت اللجنة ذاتها قرار التحفظ على أموال الـ112 شخصا دون أن تكون مخولة فى ذلك.

حين يدقق المرء فى تفاصيل المشهد فسوف يكتشف أن حلقاتها كلها تمت خارج القانون. فلا محكمة الأمور المستعجلة مختصة بالنظر فى الموضوع. ولا شرط الاستعجال متوافر. ولا الحكم الصادر صحيحا لأنه فصل فى أصل الموضوع فى حين ان ذلك محظور فى ذلك النوع من القضاء. كما ان اللجنة التى شكلتها وزارة العدل لإدارة أموال الإخوان غير قانونية (انظر جريدة «الشروق» عدد الخميس 8 يناير). وحتى إذا كانت قانونية فهى ليست مخولة فى التحفظ على أموال أعضاء التحالف، ناهيك عن بعض الذين أدرجوا ضمن القائمة لا علاقة لهم بالتحالف المذكور.

هذا السياق يكشف عن الوجه المقلق والمخيف فيما جرى، ذلك انه لا يدع مجالا للشك فى اننا أمام إجراء أمنى أريد به تهديد المعارضين والتنكيل بهم، وكان القضاء هو الأداة التى استخدمت لتحقيق ذلك الهدف، ذلك ان قانون الإجراءات الجنائية ينص فى مادته 208 مكرر (أ) على ان النيابة إذا قدرت ان الأمر يقتضى اتخاذ تدابير تحافظ على أموال المتهم، بما فى ذلك منعه من التصرف فيها أو إدارتها، وجب عليها ان تعرض الأمر على المحكمة الجنائية المختصة طالبة الحكم بذلك.. وللنائب العام عند الضرورة أو فى حالة الاستعجال ان يأمر مؤقتا بمنع المتهم أو زوجته من التصرف فى أموالهم أو إدارتها.. وفى جميع الأحوال يتعين على النائب العام ان يعرض أمر المنع على المحكمة الجنائية المختصة خلال سبعة أيام على الأكثر لإصدار حكمها فى ذلك وإلا اعتبر الأمر كأن لم يكن.

هذه الخطوات التى قررها القانون أهدرت جميعها فى الحالة التى بين أيدينا. بل أزعم ان ما تم استلهم قانون الأحكام العرفية الذى ألغى بأكثر مما التزم بقانون الإجراءات الجنائية. ذلك ان المادة الثالثة من قانون الأحكام العرفية وحدها التى أطلقت يد سلطة الحاكم العسكرى فى «الاستيلاء المؤقت على وسائل النقل أو على أى منشأة أو مؤسسة عامة أو خاصة أو على أى محل أو أى عقار أو منقول». ورغم أن الاستيلاء المشار إليه يعنى نقل الملكية وهو ما يختلف عن التحفظ الذى يكتفى بإدارة الأموال وليس مصادرتها لصالح الدولة، إلا أن التطابق حاصل فى مبدأ إطلاق يد السلطة فى اتخاذ الإجراءات دون التزام بضوابط القانون وإجراءاته، وللأسف فإن ذلك الاستلهام له سابقة ترجح كفته فى الحالة التى نحن بصددها، تمثلت السابقة فى تعديل القانون لكى يسمح بالإبقاء على فترة الحبس الاحتياطى مفتوحة لأجل غير مسمى، وليس لفترة محدودة كما كان فى الأصل القانونى، وكان ذلك غطاء للاعتقالات المفتوحة التى سمح بها قانون الطوارئ الذى ألغى اسمه وبقيت قيوده واستثناءاته.

ان المرء لا يستطيع أن يخفى شعوره بالتشاؤم والأسى حين يجد ان الذين نهبوا البلد وأذلوها فى عهد مبارك لم يتم التحفظ على أموالهم وممتلكاتهم التى بقيت فى الحفظ والصون طول الوقت. لكن التحفظ بما استصحبه من تنكيل وخراب للبيوت صار سلاحا استخدم فى مناوشات الصراع السياسى وجولاته، هل هذا هو «المجتمع المدنى» الذى وعدنا به؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رائحة قانون الطوارئ رائحة قانون الطوارئ



GMT 08:44 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

GMT 08:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه...

GMT 08:39 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام ليس ككل الأعوام

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 08:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025... العالم بين التوقعات والتنبؤات

GMT 08:30 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

بشير الديك.. الكتابة على نار هادئة!!

GMT 08:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

كان عامًا كغيره

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام سقوط الطائرات!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
المغرب اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 06:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد
المغرب اليوم - مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:57 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

GMT 04:02 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

كريم بنزيما يتجاهل كيليان مبابي في تصويت الأفضل

GMT 03:32 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

GMT 03:13 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

لويس إنريكي يُعلن أنه يقدّم أفضل موسم في مسيرته

GMT 02:52 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

ليل يوقف سلسلة انتصارات مرسيليا

GMT 02:28 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يقترب من ليفربول وصحوة توتنهام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib