وماذا بعد المشنقة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

وماذا بعد المشنقة؟

المغرب اليوم -

وماذا بعد المشنقة

وائل عبد الفتاح


الفخ فى التسمية..

هل تعتبر القتل جريمة أم بطولة جهادية ؟

هل تعتبر القاتل مجرما أم بطلا يدافع عن وطنه؟

والمقتول؟

هل تعتبره ضحية عابرة أوصلتها الصدفة إلى مسرح الجريمة؟

هل تنساها وتختصرها فى كونها … موضوع الجريمة؟

والأمر هنا أكثر تعقيدا، حتى إنك ستعجب من وجود معترضين على إعدام محمود رمضان.

لا أقصد هنا الإخوان المسلمين فى محاولتهم تصنيع أيقونة شهيد.. ، وهم الذين اعتبروا محمود رمضان لحظة وقوع الجريمة عنصرا مدسوسا من المخابرات.. .

إرادة تحويل محمود رمضان إلى مناضل سياسى ضد الانقلاب.. .. هى تهافت التهافت… ولعب مبتذل على ضعف الذاكرة.

محمود رمضان هو بطل دراما كاشفة.

1- ظهر فى فيديو مفصل تلقى فيه أطفال من على بناية فى سيدى جابر بالإسكندرية.

2- ظهوره مثير بلحيته السلفية الكثيفة، وعلم تنظيم القاعدة فى الجيب الخلفى.. وفانلة داخلية… محققا لصورة ذهنية تجمع بين البلطجى والمجاهد… السوبرمان السلفى المجنح رغم قصر قامته… وملامحه الغائبة عن الحضور.

3- وحشية الجريمة وصورة محمود رمضان صدمت العقل الساكن أمام رتابة وبلادة التليفزيون… ومن هنا تعددت التفسيرات بين كون محمود رمضان نذير الإرهاب الأسود بعد سقوط الإخوان والمرسى… وبين كونه عميلا مخابراتيا أتقن دوره بإفراط أوصلنا إلى عدم التصديق.

4- أسهم فى ذلك سرعة القبض عليه… وتحوله من أسد جهادى فى مسرح الجريمة إلى فأر مذعور أمام كاميرا المباحث فى أثناء تصوير الاعترافات… ومن فرط خضوعه واستسلامه لم نصدقها.. أيضا.

5- وتأتى ظروف محاكمته لتضيف إثارة جديدة، فالبداية كانت مع قرار تحويله إلى مستشفى أمراض عقلية (وهنا قالت عناصر مفرطة فى إخوانيتها: إنها اللعبة المحبوكة فى حماية عميل أمن دولة باتهامه بالجنون ثم تهريبه.. لتنفذ مهمته بنجاح) وحتى رفض النقض على حكم الإعدام (وهنا هلل فرحا المرعوبون من الإرهاب والمطالبون بالقتل حتى دون محاكمة).

وغالبا الإخوان ذهبوا إلى منتهى الابتذال لأنهم يبحثون عن أيقونة … ولأن هناك خوفا من فتح باب تنفيذ حكم الإعدام.

وغالبا أيضا هناك تعاطف ضد الإعدام و ليس مع محمود رمضان من قبيل قطاع واسع يرفض غياب المحاكمات العادلة والانتقام بالأحكام القضائية… هذا الرفض أوصله الوقوع فى فخ الاستقطاب إلى حدود التماهى مع التهتك الإخوانى.

وفى ظل هذا العبث لا يظهر سوى التبرير… منع المحاكمات العادلة حتى عن القتلة يجعلهم ضحايا .. و العنف المقدس ، الذى أخرج محمود رمضان بكل هذه الإكسسوارات يبرر انتهاك حقوقه فى العدالة.

وهنا يبقى الجزء الإيجابى من كل الرثاثة المسيطرة، هو مناقشة عقوبة الإعدام… التى يعتبرها البعض ذروة القصاص، رغم أنها بوابة عنف من وجهة نظر أخرى، فالعدالة تعنى ما هو أكبر من الانتقام…ولهذا أعلنت أكثر من مرة رفضى الإعدام، لأنه عقوبة لا يمكن التراجع عنها حتى لو ثبت عدم صحتها أو عدم دقة حيثيات الحكم.

منذ القرن الثامن عشر والعدالة تتطور.. تتخلى عن أفكارها القديمة فى أن العقاب أو العقوبة انتقام أو شفاء للغليل.. لتصبح العقوبة تأديب وتهذيب وإصلاح ، وهدفها أن لا يتكرر ذلك .

ويمكن قراءة دراسات وأفكار حول تاريخ العقاب فى البشرية وتحليل تكوين المجتمعات… سنكتشف أن العنف فى العقوبة لم يمنع الجريمة/ كما أن نسبة ارتكاب الجرائم كانت أقل كلما كانت العقوبات إنسانية وليس العكس.

الإعدام.. ليس عدلا بقدر ما هو استمرار لطقس الانتقام، الذى كان يجعل السلطة تصدر أحكاما بعقوبة المخالفين لها/ ليسوا بالضرورة ارتكبوا جرائم/ أو كانوا هم المجرمين/ لكن العقوبة كانت حفلة تتم فى ميادين عمومية يشاهد فيها الناس الشاكوش، وهو يدق عظام متهم/ أو المسامير وهى تلمع فى كتف متهم آخر/ أو الدم يسيل بعد نزع أظافر متهم ثالث… وهكذا كانت العين تتعود على العنف والدموية دون أن يتأكد العقل أن هذا الشخص هو من ارتكب الجريمة فعلا أو أن ما فعله جريمة بالأساس.

الإعدام كان يتم على حسب وصف السلطة، التى ترى خصمها خائنا أو الكنيسة التى تعتبر قراءة كتاب جرما يستحق الحرق فى زيت مغلى.

هناك تصور شائع بأن الإعدام عدل/ رغم أنه حينما يقترب منك حبل المشنقة لن يصبح متاحا لك بعدها أن تدافع عن نفسك أو تقدم أدلة على أنك برىء/ أو أن الجريمة التى ارتكبتها لن توصف كجريمة بعد قليل أو كثير من الوقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا بعد المشنقة وماذا بعد المشنقة



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib