وائل عبد الفتاح
عزيزى السيادى.. من أنت؟
تظهر وتختفى كما لو كنت شبحا.. أو مما تعلمناه من الفرجة على السينما تقيم فى المنطقة المظلمة، المحاطة بهالة ضوء صفراء، تلك الصورة القريبة من الكوميديا تلعب أدوارها المفزعة هذه الأيام.
والمسافة بين الكوميديا والفزع... أصبحت قصيرة جدا.. جدا.. جدا.. حتى إن هناك قرارات وأفعالا ترتبط بالاسم العريض «السيادية» لم تعد تثير الهيبة كما كانت أيام كهنوت مبارك، لكنها تثير الشك والريبة: من هذا السيادى؟ ولماذا هو سيادى؟ وماذا يعنى سيادى؟
لماذا ينزعج السيادى مثلا من برنامج ريم ماجد الجديد؟ وكيف يخسر هيبته إلى درجة أن الأوامر السرية والتوجيهات الواردة من منطقة الغموض تذاع علنا.. ويتم تداولها؟
هل السيادى ينتقم؟ يستخدم «سياديته» فى التنكيل؟ ولماذا تستجيب كل الهيئات والقنوات والمؤسسات للسيادى بهذه البساطة؟
هل السيادى الذى يسرب للمخبرين فى التليفزيونات؟ ويمنع كل من دافع عن الثورة حتى لو غادر موضوعات السياسة؟ أم هو الذى يصادر الصحف؟ وهل يتعارك السيادى مع أخيه السيادى لنرى تسريبا عند مخبر، يرد عليه بلقاء لمن تسرب له مع الرئيس فى قصر الرئيس، لينفى أن له علاقة بالتسريب والهجوم؟
هل السيادى يعمل وحده؟
وهل السيادى شخص أم مؤسسة؟ عدو أم صديق؟ عدو من وصديق من؟ يعمل لمصلحة من إذا كانت تحت توجيهات السيادى تفككت الدولة إلى إقطاعيات صغيرة بعد أن كانت مشروعات مؤسسات، والتهمت الجماعات الإرهابية مسرحا كاملا لاستعراضاتها فى سيناء؟
كيف التهمت الجماعات الإرهابية بلدا تحكمها أيها السيادى؟
هل أنت بطل محرر للعبيد؟ أم ديناصور منقرض يفرض زمانه؟ أم معدة ضخمة تبتلع البلد كلها، لأنها ترى فى الابتلاع حماية؟
سألت مرة: لماذا التهمت «داعش» الدول التى ابتلعتها أجهزتها «السيادية»؟ وأسأل الآن مضيفا: هل السيادية من السيادة.. سيادة الدولة.. على أراضيها.. ولماذا تتدخل هذه الأجهزة المعبرة عن السيادة فى حياتنا اليومية؟ أم أن السيادة معبرة عن قرارات فوق القانون والمؤسسات.. ومن وضعها فى هذا الوضع الكورى؟ من يجعل السيادى فوق الجميع؟ والسيادية أولا؟
أم من التعبير عن طبقة ترى نفسها «أسياد البلد..» وتدمر كل شىء من الأمن إلى العدالة لتحكم قبضتها؟
عزيزى السيادى.. من أنت؟
نريد أن نفهم.. فقط نفهم.