هل تعرف حسن سليمان
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

هل تعرف حسن سليمان ؟

المغرب اليوم -

هل تعرف حسن سليمان

وائل عبد الفتاح

1 حسن سليمان فى وصيته رفض طقوس العزاء.

لم يفعلها غيره تقريبا. سار مع التمرد إلى آخره. حتى وهو لم يعد مسيطرا على جسده. ترك ظلا لروحه ترفض الانضواء والامتثال لكل ما هو مبتذل ومتحكم فى حياة الإنسان.

هو «المتر».. كما يسميه الفنان عادل السيوى أو «المعلم».. أو «الأسطى» كما يمكننا أن نترجم موقع حسن سليمان. تعلّم على يد أساتذة كبار مثل أحمد صبرى ومارتان الفرنسى الإيطالى.

أجيال عرفت فى ورشته/ الأتيليه أن الفن عمل دؤوب وشاق.. وليس مجرد إلهام وشطارة.. اللوحة أمامه ساحة معركة.. انتصاره فيها الوصول إلى أعلى درجة من الإتقان.. معلّم يمتلك موهبة.. يضعها كلها فى ترسيخ أصول الفن.. وهذه نوعية على وشك الانقراض فى مصر.. نعم، الأُسْطَوَات ينقرضون ويتركون وراءهم فراغات هائلة.. زمن كامل ينسحب بهدوء شديد.. كأن هناك مَن قرر أن نواجه وحدنا الزمن المربك الذى نعيشه.

2

عاش حسن سليمان 80 سنة بالطول والعرض.. ونال شهرة واسعة منذ معرضه الأول، وكان وقتها أقرب إلى طفل.. يخترق عالم الثقافة والفن أول الأربعينيات.. العالم الذى كان عالميًّا بكل المعانى.. فنانون من إيطاليا وفرنسا.. يشعرون بأنهم مصريون بالانتماء الواسع الذى لا يفصله اللون أو الجنسية أو الدين.. عالم خصب.. مشغول بتفجير طاقة البشر.. والفرح بقدرات الإنسان التى تكبر يومًا عن يوم.. كلما وصل إلى نقطة تمرد.. سعيًا لاكتشاف جديد.. فى هذا المناخ عرف حسن سليمان الحياة والفن.. اكتشف حواسه اللماحة لتفاصيل الضوء واللون.. والخبيرة بمذاقات وملامس.. لم يكن حسن سليمان رسامًا فقط.. عمل مدرسًا فى المسرح والسينما (محمد خان وخيرى بشارة وداوود عبد السيد من تلامذته).. كان مرشدًا إلى قاهرة مختلفة.. تمتزج فيها الأرستقراطية بالشعبية.. الفن والثقافة.. والشعور بالتميز خلق حالة أرستقراطية خاصة بحسن سليمان.. العارف بالحوارى والأزقة.. والخبير بدروبها وملامح شخصياتها.. تعلمت من حسن سليمان أن أبحث عن «الخامة».. فهى سر الحياة.

3

قابلت حسن سليمان أول مرة وهو يعبر السبعين. اسمه كان يصحبه رنة عند مثقفين وفنانين. ووقتها كان ما زال يطارد رغبة فى نفسه، «للإمساك بشىء نراه وعندما نرسمه نجده أفلت منّا». إنّها الرغبة فى الوصول إلى اكتمال مستحيل، لعبة مثيرة يمزق فيها الفنان غلالات شفافة من ذاته، ليصطاد شيئا يبدو كالطيف مرة، وعاصفا مرة، ومراوغا متسللا مرات: هو الشىء الغامض السحرى الذى لا يسلّم نفسه تماما، فيترك الفنان «متسكعا على شواطئ المجهول»، هكذا يروق لحسن سليمان أن يصف الفنانين الذين يصفهم بأنهم «الحقيقيون».

تركنى فى أثناء حوار من حواراتنا وعاد إلى موقع عمله ليتأكد من موقع الخط الذى وضعه فى اللوحة، ثم قال وهو عائد: «لا بد أن يعمل الفنان كل يوم من 6 إلى 8 ساعات.. أن يقرأ، يقلب فى الصور، ويشخبط. أصابعى لا بد أن تلمس الألوان يوميا».

ننظر معا إلى الموديل السمراء التى يكاد ينتهى من لوحتها، ونستكمل قصيدة الشاعر اليونانى ريتسوس:

«كل كلمة منفردة هى سفر خروج

رحيل مقدس للقاء.

تُلغى وتُحذف، أو تُؤجل مرات عدة.

تصبح كلمة حقيقية.

فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تعرف حسن سليمان هل تعرف حسن سليمان



GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

GMT 19:21 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

عصر ترامب؟!

GMT 17:00 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 16:59 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib