هروب مطرب العواطف السياسية
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

هروب مطرب العواطف السياسية

المغرب اليوم -

هروب مطرب العواطف السياسية

وائل عبد الفتاح

صوت محمود درويش وصلنى قبل صورته. استمعت فى الجامعة على شريط كاسيت إلى ملحمته «مديح الظل العالى» عن الخروج من بيروت 1982... أداء درويش يشبه المطربين الكبار.. حيث تترك الكلمات حفرا وندوبا على روحك وجسدك أحيانا. ما زلت أسمع صوت درويش رغم مرور ٢٠ سنة. مثل الحب الأول أو الاكتشاف الأول لمناطق سرية. كانت هذه روعة الشعر وصوته يقتحم الحصون الأولى لكل ما تعلمته... ورغم أن درويش كان عموميا فإننى شعرت أنه مكتشف فرديتى الخجولة.. وهى فردية تلهث وراء الالتحاق بجماعة تعرفت على نشيدها ونشيجها فى قصائد درويش، لكنها فى نفس الوقت تريد الانفصال عنها.

درويش كان مطرب العواطف السياسية.. لكنه طرب خاص. اختلط فى البداية مع أصوات أخرى فى الكورس الفلسطينى.. وسرعان ما انفصل وحده.. بصوت نقل العواطف إلى منطقة أعمق.. سرق فيها فرديته خطوة خطوة.. وسربها إلى مغرميه.. الذين لم يكتشفوا سرها إلا بعد سنوات طويلة... حينما أفشى درويش أسرار السرقة سرا سرا.

عرفت درويش مع سميح القاسم، توأم الشعر الفلسطينى، لكنهما افترقا عندما أدركت أن درويش ليس محترف منشورات ثورية فقط، وأنه هارب محترف من إغراء الحبس فى قوالب «مغنى الثورة». «شاعر القضية»... ورغم عشقه لصوره على الجدران الأنيقة.. فإنه يهرب منها.. كما هرب من عاشقاته... وبيوته المستقرة.. نسى درويش أنه تزوج مرتين: الأولى من الشام وهى ابنة أخت نزار قبانى مرشده الأول إلى الشعر الحديث واللغة الراقصة.. المحطمة لجمود اللغة والقوافى. والثانية مترجمة مصرية التقى بها فى أثناء إقامته فى القاهرة (1972) حين هرب من الإقامة الجبرية وحصار الحركة داخل فلسطين.. هرب من الحصار والنجاح «المبستر» كما وصفه النقاد وقتها للشاعر الذى كتب «أوراق الزيتون» (1964) و«عاشق من فلسطين» (1969).. لكنه ظل مطالبا حين يخرج من بيته إلى مدينة أخرى فى وطنه بالحصول على تأشيرة.. هرب درويش من الحصار فى فلسطين.. ولم يرضَ بحصار الزوجة والبيت فى القاهرة... انحاز إلى طبيعته فهو يحب الحب نفسه... مغروم بالغرام، أو كما قال مرة: «أحب أن أقع فى الحب، السمكة علامة برجى (الحوت)، عواطفى متقلبة، حين ينتهى الحب، أدرك أنه لم يكن حبا، الحب لا بد أن يعاش، لا أن يُتذكر…».

الحب هو مقامرة تسترعى كل حواس الشاعر.. لكن الزواج قيد يساق إليه العاشق بنصف وعى وربع إرادة... ودرويش تغويه الإطارات الاجتماعية الجذابة... كان يستجيب فى البداية... يتلذذ بمتعة عمومية.. لكنه يتسلل كما فعل أول مرة مع عائلته ليعود إلى أرضه التى أصبح غريبا فيها.

متسلل يخرج حين يرفض الجميع خروجه. وكما لاحقته اتهامات الخيانة لأنه خرج من فلسطين إلى القاهرة.. ظل درويش يخرج من صورة إلى صورة ومن مدينة إلى مدينة ومن حالة شعرية إلى أخرى... حتى أصبح الخروج أسلوبه فى الحياة.

جرب درويش ألعاب الخيانة كلها.. خان فرديته وأصبح شاعر القبيلة فترات يغنى على هواها ويجمع جنودها على إيقاعه العالى... وخان انتظارات الجنود حين نزل من على صهوة جواد النبوة، وكتب عن الحب والوجود.. والفرد الغريب الهارب من قبيلته.

أراد الجمهور أن يسجن درويش فى حالة الطرب السياسى... لكنه بعد «ورد أقل» (1986) فتح مدنا جديدة فى الشعر... تحولت المنشورات الثورية والبكائيات إلى حكايات شخصية جارحة.. أساطير صغيرة... وأغنيات لا تسمع طربها عاليا.. الجمهور أصر على إعادة سماع الأغنيات القديمة... الجمهور اتهم المطرب بالخيانة.. لكنه لم يرضخ... وقاد الجمهور إلى حياة جديدة… وقاده الجمهور إلى موقع على قائمة «نجوم الشباك» من الشعراء، رغم أن موهبته حاولت الهروب من ذلك المصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب مطرب العواطف السياسية هروب مطرب العواطف السياسية



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib