سلطة لا دولة
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

سلطة... لا دولة

المغرب اليوم -

سلطة لا دولة

وائل عبدالفتاح

"لقد أخذوا السلطة ولم يعطونا الدولة.."

هذه تكملة متخيلة لنص شهير لمحمد الماغوط قال فيه:

«لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن»

«أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات»

«أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية»

«أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب»

«أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد»

«أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة»

«أعطونا السماد الكيماوي واخذوا الربيع»

«أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان»

«أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان»

«أعطونا الثوار وأخذوا الثورة»

نعيش الآن في ظل سلطة طافية، تبحث عن سيطرة، بينما تحللت الدولة ولم يبق منها إلا «هيكل فارغ»، يتحول في اللحظة الراهنة إلى ملاجئ ومخيمات للاجئين والخائفين من الانهيارات، أو عصابات منتظري الخلافة.

وبينما المجتمع تتفسخ روابطه الإنسانية، في استقطاب مفتوح حول كل شيء، من الطائفة، وحتى الموقف من «الزبالة»، يتحول إلى مجموعات من الخائفين أو الباحثين عن صيد هنا أو هناك من بقايا السلطة.

وهذا ما يجعل البعض يعتبر أن «الرفض الصادق» لما يحدث هو بربرية «داعش»... وأخواتها الكبار والصغار.
ــــ 2 ــــ
«داعش» أم السعودية؟

من سيستمر مثلا: «الدولة» أم العصابة؟

... القيادة لم تعد في قدرة دولة أكلت مشروعها السلطة، فالانهيارات أسرع من أحلام التوسعات الإقليمية، سواء كانت قادمة من طهران أو الرياض، لا امبريالية إقليمية قادرة على العيش هنا في بلاد لم يترك فيها الاستبداد شيئاً صلباً، إلا الغرائز المتخشبة على إحباطها؟

كيف ستعيش من دون سياسة إلا بالحرب؟ أو الاحتقان الخائف من الحرب؟ وكيف ستعود السياسة إلى كيانات تحولت إلى غبار فاقد للروح؟

لن تعود السياسة إلا مع عودة المجتمع، المدفون تحت رماد السلطة وحروبها، والذي لا يعود بالتواطؤ القديم مع الاستبداد، حين يتحول الإنسان إلى «كائن مذعور» يعيش حالة لجوء دائم لدى السلطة... غارقاً في الحنين إلى أزمان منقرضة، بديلاً عن صنع حياة، واجتماع على قيم أو تصورات قابلة للعيش المشترك.

هذه الحياة البائسة تصنع للعصابة بريقاً برغم أن عمرها قصير.. روحها قائمة على التخريب لتصنع بقعة لاستعراضها المدمّر.
ــــ 3 ــــ
تشترك العصابة و»السلطة» في أكل الدولة....

لا تعترف أياً منها بمقومات «الدولة..» و «المجتمع..»

وهذا ما يجعل المسافة بينهما الآن تضيق في لحظات الانهيار وتغيير العالم، تضيق إلى درجة أن ما يميز «السلطة» هو الحنين إلى أزمنتها «الجميلة»... أزمنة قامت على وعود لم تتحقق أو موديلات لم تكتمل... لم يعد الرابط سوى فيض عاطفي لا يمتّ للواقع إلا بما يجعلها تواريخ أو صور تختزل الوقائع في «كارت بوستال» تمّحي التفاصيل في خلفيته.
لا يبقى من «الكارت البوستال» إلا انتظار المعجزات من حاكم «استثنائي» أرسلته عناية السماء (دولة حاكم ديني) أو وريث عائلة مالكة للبلاد (ملكية) أو بطل مغوار يحقق الانتصارات (جنرال)... أو خليط من كل هذه الاستثناءات.

وهذا يعني أن الحنين أصلاً إلى عصور ما قبل الثورة الفرنسية التي كان سعيها الأساسي إلى «إسقاط دولة الاستثناء» (بالمساواة..) وتعديل العلاقة بين الحاكم والشعب (الحرية...).

وبالطبع هناك حنين إلى دولة الخلافة / بداية من الخلفاء الراشدين، وإلى السلطنة العثمانية، لكنه حنين لا يسعفه أرشيف صور، لكنه يعتمد على خيالات تصطاد من الكتب الصفراء شكل الناس والحياة فنراهم في الشوارع تجسيدا لعالم متخيل... تعيشه شخصيات كأنها خارجة من خيم قبيلة قريش.. تبحث عمن يقسمها إلى فريق للمؤمنين وآخر للكفار.

الحنين الأخير يقتل أكثر، لكنه يكمل دائرة كاملة نعيش فيها متاهة ما بعد تحلل «دولة التحرر من الاستعمار...»، وفي المتاهة يعيش كل شخص حياتين، الأولى متخيلة يختار فيها زمن واحد يبني عليه كل تصوراته الذهنية، والثانية واقعية يعيش فيها واقعياً بما تتيحه الغريزة والحيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطة لا دولة سلطة لا دولة



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib