زمن البيروقراطي السعيد
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

زمن البيروقراطي السعيد

المغرب اليوم -

زمن البيروقراطي السعيد

وائل عبد الفتاح


نحن فى زمن البيروقراطى الصغير. هو المنتصر الوحيد بعد أربع سنوات من الخروج الكبير من أجل التغيير بكل ما يحمله ذلك من معنى، وما تلاه من محاولات شيطنة التغيير.

لم ينتصر من التغيير سوى هذا البيروقراطى الصغير.. محدود الإمكانات والعقليات المنبهر دائمًا، الذى يمتص، رغم ضآلته، كل طاقة البلد (دولة ومجتمعًا).

والبيروقراطى الصغير نشيط هذه الأيام، يحاول استعادة مكانته المرتبكة بعد يناير ٢٠١١، ويوسعها بعد أن سقطت آلهة البيروقراطية وكهنتها الكبار مع مبارك، أو على الأقل دخلوا كهوفهم، بعد أن اكتشفوا أن اللحظة أكبر منهم.

البيروقراطى الصغير، ولأنه يعيش فى مفاصل الدولة، فإنه ينمو ويترعرع بين شقوقها، معليًا من جانب التنفيذ على التفكير والرؤية.

إنهم يبحثون عن إنجاز ولو كان كارثة أو بناء على أطلال.

ولا أتذكر المناسبة التى قال فيها المهندس محلب كلامًا مثل «كل شوية يطلع حد ويقول عاوزين رؤية، عاوزين رؤية، طيب يا سيدى الرؤى متكدسة فى الأدراج، المهم التنفيذ».

لكنها كلمات تعبِّر أصدق تعبير عن العقلية الحاكمة، ليست عقلية المقاولين بالضبط، لكنهم مقاولو زمن مبارك، حيث الزمن زمنهم، يبنون على أطلال دولة ارتبكت بين مرحلة صناعة «أوروبا فى الشرق»، بما يعنى ذلك من بناء المدن بهذا الولع بأوروبا ومعمارها، ومرحلة قيادة العالم الثالث، بنزعاته الشمولية، ومعماره السوفييتى تقريبًا.

ولا بد فى بلد يقوده البيروقراطى الصغير أن تكون دبى هى مدينة الأحلام، بالنسبة إليه ولجمهور ينبهر بالفخامة، والقدرة على بناء ناطحات سحاب فى الصحراء.

جمهور الانبهار قطاعات متراكمة، أولها البرجوازية.. قَلِقَةٌ على أخلاقها الجديدة، وبعد رحلة قصيرة من الإعجاب بالموديل الأوروبى المتحرر، المتمرد على التقاليد «الشرقية» والمسافر إلى محطة أخرى من ثقافة الفرد وحريته ومدنية تضع قانون أخلاقها بمعايير أكثر اتساعًا وميلًا للحرية الشخصية.

البرجوازية المصرية تعود إلى أخلاقها مصحوبة بشعور من العار، تبحث عن انبهار بمكان آخر، وهذه المرة تنبهر بالموديل الخليجى، تسمع فى شوارع القاهرة: «يا ريت تبقى الشوارع واحترام المرور زى السعودية».. أو «هو فيه أحلى من دبى وعمارات دبى ومولات دبى»، وفى ما يبدو أن الانبهار بموديل دبى إلى الحدود الاجتماعية بعد الهوس بالأبراج والشوبنج وأحيانًا بكوزموبوليتانية الحياة المفتوحة متعددة الثقافات (يعيش فى بعض الإمارات أكثر ٢٨٠ جنسية).

هل هذ الشكل الجديد من المدنية المتعددة أو (الكوزموبوليتانية) بعد الإسكندرية؟

وهل الإسكندرية كانت «كوزموبوليتانية»؟

ما تأثير المال على شكل المدينة؟ وهل ستصنع الثروات ما كانت تفعله الحضارة؟

هل يمكن أن تكون هناك مدن حاملة للحضارة ولا تنتجها؟ هل التعايش بين كل هذه الثقافات سينتج ثقافة مفتوحة؟

ما حدود الحرية وأشكالها وطريقة تنظيم الحياة فى مدن تتجه إلى عصر ناطحات السحاب دون العقول التى صنعت ناطحات السحاب؟

لماذا أصبحت دبى موديلا اجتماعيا ومعماريا؟

لماذا أصبحت المدينة الناعمة المقامة على سطح جاف لا يمتصها هى سقف الأمانى فى مدينة قديمة متعددة الطبقات الحضارية امتصت تربتها خصوبة تلاقح حضارات متباينة؟

لم يبق من الرغبة فى التواصل مع العالم إلا مجموعات تستوحى صورة دبى فى كل ما هو ضخم وفخم، تحاول أن تصنع مدينة من لا شىء تقريبًا.

مدينة مصنوعة يمكنها أن تبهر العين الفقيرة، أو التى تختصر الجمال فى الفخامة، والإبهار فى استعراضات تكشف عن ثروات وتشترى خبرات، لكنها تفتقر إلى شىء كبير.

دبى خدعة، ربما تكون جميلة، مثل ألعاب الملاهى، لكنها تمثل أزمة المجتمع فى الخليج الذى يستهلك أعلى إنجازات الحضارة، ولا تتطور معها العقليات والنظم الاجتماعية.

هكذا تبدو الحرية فى دبى قشرة، لا يجتهد أحد فى تحويلها إلى جدل وأفكار وثقافة فاعلة.. إنها جزيرة الاستهلاك الكبرى التى تبهر كل صغير وشاعر بالضآلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن البيروقراطي السعيد زمن البيروقراطي السعيد



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib