حكاية حرامي
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

حكاية حرامي

المغرب اليوم -

حكاية حرامي

وائل عبد الفتاح

كمال فى العشرين من عمره. هرب من إحدى مدارس الأيتام بحثا عن مسكن، وبعد طول عناء وجد ملاذه فى سطح أحد محلات بيع التليفونات المحمولة.

لك هذا السطح الذى يقع فى حى راق، لم يعجبه. ودفعه فضوله إلى الدخول عبر الحديقة إلى مطبخ المنزل المجاور/ حيث وجد ضالته وكل ما كان يفتقده من طعام وقصص عائلية.

فى البداية كان يعمل فى سوق للخضار، ثم اكتفى بلذة العيش فى هذا المنزل الواسع، يأكل مما يجد فى الثلاجة ويعد الشاى بعد أن ينام أفراد العائلة الخمسة: الوالدان وثلاث فتيات.

كمال كان مهووسا بالمخللات وهذا السبب وراء إقامته نهائيا فى المنزل.. لأن التهامه جميع قطع المخلل فى الثلاجة قاده إلى الإقامة فى علية (صندرة) المطبخ والعيش معظم الأربعين يوما التى أمضاها فى المنزل.

الأم شعرت بأن الثلاجة تفرغ سريعا/ لكنها أرجعت ذلك إلى سن المراهقة التى تعيشها بناتها الثلاث ويجعل شهيتهن مفتوحة للطعام.

تجرأ كمال ذات مرة وغسل الصحون المتسخة بعد أن قرر غسل صحن أكل فيه، لكن كرم أخلاقه دفعه إلى غسل كل الصحون، الأمر الذى قابلته الأم بامتنان لبناتها معتقدة أنهن قمن بالغسل محبة لها.

كمال فى إقامته لساعات طويلة فى «الصندرة» استمع إلى قصص العائلة وتفصيل حياتها وأسرارها… وأوشك أكثر من مرة على التدخل لحل مشكلات بين أفراد العائلة لولا ضيق الحال وظروف الضيافة الغريبة.

كان من الممكن أن تستمر إقامة كمال مع العائلة لفترة أطول لولا صدفة اللقاء بينه وبين أصغر البنات (13 سنة) فى المطبخ/ ذلك أنه اعتقد أن هدوء مساء الخميس يعنى أن الأسرة خارج المنزل، فنزل من مخبئه… وتمشى على راحته ليفاجأ بالفتاة فى أحد الممرات… ورغم محاولته إزالة الخوف.. أو تهدئتها/ ورغم حالة الألفة التى يشعر بها تجاه الأسرة من طرف واحد/ طرفه… سارعت الفتاة بإبلاغ أبيها الجالس على جهاز كمبيوتر… وهنا تعقدت حياة كمال.. فالأب كرجل عادى أبلغ الشرطة… والضباط أعدوا كمينا لاصطياد كمال الذى هرب بعد فزع الفتاة وأبيها/ إلا أن الحنين دفعه بعد ساعات قليلة للعودة إلى مكان بالقرب من العائلة.

كمال قال لمحققى الشرطة: لم أكن أنوى السرقة… ولم يفهموه حين حاول الشرح: «لقد شعرت خلال الأربعين يوما بأننى واحد من العائلة... وكانوا يتركون فى المطبخ بعض الأموال والخواتم لكننى لم أسرق شيئا»، كمال أصر فى التحقيقات على عدم نيته السرقة «كيف أسرق أهلى»، لكن الشرطة أصرت من جانبها على أنه كان يخطط لـ«ضربة العمر».

حدث هذا فى القاهرة منذ سنوات ليست قليلة/ قبل يناير ٢٠١١/ ويومها اكتشفت أنه ليس مأساويا مثل سعيد مهران فى رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» ولا بطلا شعبيا مثل روبن هود.. أو أدهم الشرقاوى فى الحكايات الشعبية… لكنه أقرب إلى أبطال يحدثون صدمات خفيفة الظل… تكشف عن الخلل الاجتماعى والسياسى… فالسرقة هنا اقتناص حق ضائع أو أمنية محروم… وليس مجرد جريمة يعاقب عليها القانون… كمال يشبه أبطال الكاتب التركى عزيز ناسين الذى يمتلك مهارة فى استخدام السخرية.. سلاح الضعفاء فى مجتمعات العدالة المهزوزة.. والحرية الغائبة.

عزيز ناسين.. كاتب مناسب لدول تنمو فيها سلطة جبارة تمتلك العالم وتصادره.. تحوله إلى ملكية خالصة… وهى فكرة من العصور الوسطى ما زالت تقيم فى مجتمعات تبدو مثل سيرك كبير يشاهد العالم فيه ماضيه لكى يضحك.

لا أعرف أين كمال بعد كل ماحدث فى مصر؟

ولا أعرف لماذا أعيد حكى هذه الحكاية الآن؟

أسمع فى نفسى ردا فوريا ومباشرا: ربما لتذكر عقلك بطرق فى التفكير لا تصدق كل ما يتبدى على السطح.. أو فى التصنيفات الجاهزة… لسنا قوالب توضع عليها لافتات إيضاح..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية حرامي حكاية حرامي



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib