المخاطر المرعبة للكتب
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المخاطر المرعبة للكتب

المغرب اليوم -

المخاطر المرعبة للكتب

وائل عبد الفتاح

«إن النظم الشمولية ليست الوحيدة التى تخشى القراءة».

هذه الجملة محشورة فى كتاب ممتع من الصفحة الأولى اسمه «تاريخ القراءة». والمؤلف ألبرتو مانجويل يكملها بجمل أقوى: «حتى فى ساحات المدارس، وفى خزائن الملابس، وفى دوائر الدولة والسجون تجرى مراقبة جمهرة القراء بعين الارتياب، نظرا لما يشعر المرء به من سلطان القراءة وقوتها الكامنة، وعلى الرغم من الاعتراف بأن العلاقة بين الكتاب والقارئ علاقة مفيدة ومثمرة، فإنها علاقة تعتبر مترفعة ورافضة، ربما لأن مشهد قارئ وقد انزوى فى أحد الأركان ونسى العالم المحيط به يشير إلى جو شخصى غير قابل للاقتحام، وإلى نظرة منطوية على الذات وتصرف أنانى..»!!

هكذا كانت أم ألبرتو مانجويل تقول له عندما تراه يقرأ: «اذهب إلى الخارج وعش حياتك».. وكأن «انشغالى الصامت هذا كان يتعارض مع تصوراتها عن الحياة»، يقول ألبرتو، وهو يتأمل ذلك الخوف المستشرى مما قد يفعله القارئ بكتابه، والذى يشبه الخوف الأزلى الذى يبديه الرجال مما قد تفعله النساء بالأجزاء المخفية من أجسادهن، ومما قد تمارسه الساحرات ويزاوله الكيميائيون فى السر وراء الأبواب الموصدة لمطابخ سمومهم!!

2

«المخاطر المرعبة للقراءة» عنوان مقال ساخر كتبه فولتير، مؤكدا الفكرة السابقة، فالكتب «تشتت الجهل، هذا الحارس الأمين والضامن الحريص للدول ذات الأنظمة البوليسية». ألبرتو مانجويل تشجع اعتمادا على مقولة فولتير وقال حكمه التالى: «.. كان الحكام الديكتاتوريون على مر العصور والأزمان، وما زالوا، يعرفون أن الجماهير الأمية سهلة الانقياد، ونظرا إلى عدم التمكن من إبطال مفعول القراءة بعد تعلمها، يلجؤون إلى الحل الثانى الذى يفضلونه، ألا وهو منع تعلم القراءة. إن الحكام الديكتاتوريين يخافون الكتب أكثر من أى اختراع بشرى آخر على الإطلاق. ولذا نرى القوة المطلقة لا تسمح إلا بنوع واحد من القراء فقط، هو النوع الرسمى. وبدل المكتبات الكاملة المملوءة بالآراء المتنازعة لا يراد الإبقاء إلا على كلمة الحاكم بأمره».

كانت دهشة القديس أوغسطينوس عندما دخل على القديس الأكبر منه عمرا وخبرة أمبروسيوس، وجده يقرأ بطريقة عجيبة: «.. كانت عيناه تغطيان الصفحة، وكان يستقبل المعانى بقلبه، وكان صوته يصمت، ويبقى لسانه دون حراك. وكان بمقدور كل واحد أن يقترب منه بمطلق الحرية. ونظرا لأن الضيوف لم يكونوا يعلنون مسبقا عن قدومهم، كان يحدث عندما نزوره أن نراه يقرأ بصمت مطبق، لأنه لم يكن يقرأ بصوت عال قط».

كانت القراءة بصمت فعلا مدهشا فى تلك الأزمنة (القرون الأولى بعد الميلاد).

القراءة كانت تدرك بالسمع. وهى جزء من أفعال مقدسة يشترك فيها الجسم كله. كان على الجسم أن ينصهر فى المعانى التى تجعله ينتمى إلى الجماعة المؤمنة. القراءة الصامتة كانت خطرا، لأنها كانت تعنى فعلا من أفعال الناسك المعتزل. والقارئ الصامت يكسب وقتًا للتمعن بالكلمات والتلذذ بها، والإنصات إلى إيقاعاتها فى داخله، كما يقول ألبرتو عن النص المحروس من أعين الدخلاء المتطفلين. ومع تطور تغليف الكتاب وتحويله إلى مخطوطة بغلافين. أصبح ملك يد القارئ كنز معلوماته السرى، وهذا ما كان يزعج بعض العقائديين وقتها. راقبوا التطور الجديد بشىء من الحذر والريبة. إذ إن القراءة الصامتة حسب اعتقادهم تشجع على أحلام اليقظة، وكانت مكمنا لخطر الانزلاق فى الشهوات الحسية.

3

القراءة المستقلة. الفردية كانت -وما زالت- خطرا، فهى تسمح بالاتصال البعيد عن الأعين بين الكتاب والقارئ، على نحو لم يكن يتحمله حراس العقيدة المغلقة. وهنا يولد «الإنعاش الفريد للعقل..»، كما قال القديس أوغسطينوس صاحب الاعترافات الشهيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطر المرعبة للكتب المخاطر المرعبة للكتب



GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

GMT 19:21 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

عصر ترامب؟!

GMT 17:00 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 16:59 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib