وائل عبد الفتاح
1-
تقول الحكايات إن:
وزير الداخلية اجتمع، أمس، أكثر من ساعتَين مع مصطفى بكرى (صحفى ومذيع) ومرتضى منصور (محامٍ ورئيس نادٍ رياضى) لحل أزمة توفيق عكاشة (مذيع ورئيس قناة).
وتستمر الحكايات على لسان مصطفى بكرى بأن الوزير قرر تشكيل لجنة لفحص الإفراج الصحى عن توفيق عكاشة.
2-
فلاش باك:
توفيق عكاشة محبوس بحكم نهائى (6 أشهر) لسبّ طليقته والامتناع عن نفقة ابنه (الذى لم يعترف به).
3-
فلاش باك أيضًا:
توفيق عكاشة كانت تحيطه فرقة حراسة من الداخلية (لأن اسمه موجود على حسب وصفه على كل قوائم الاغتيال).. لكن وزير الداخلية سحب الحراسة، بعد أن انتقده عكاشة فى واحدة من مونولوجاته الطويلة (لم تتسنَّ معرفة تفاصيل النقد ولا الغرض منه).
وهذا يعنى أن عكاشة كان تحت الحراسة بعد صدور الأحكام.. ولم يتم تنفيذها.
4-
فلاش باك ثالث:
عكاشة بعد سحب الحراسة وبعد آهة حسرة طويلة قال: «اتفضل يا سيادة الوزير لفّق لى قضية».
وهذا يعنى أن المذيع العرّاف المطّلع على كواليس الأجهزة الأمنية يعترف أو يكشف علنًا أن الوزير يلفّق قضايا لمَن يغضب عليه.
وهذا الاعتراف المجرد جاء فى لحظة فلتة لسان/ أو غلطة كاشفة لما يسميه علماء النفس «اللا وعى…».
5-
عودة إلى الحكايات:
على ماذا كان يتفاوض صحفى (بكرى) ومحامٍ (مرتضى)؟ وهل هذا التفاوض مسموح للجميع أم أن طرفَى الاجتماع مع الوزير لهما «ثقل» فى بنية الدولة أو بالتعبير القديم (مراكز قوى...) فى نظام يتشكَّل؟ وهذه كلها تعبيرات قديمة تحاول أن تصف كل العبث المحيط بنا.
6-
فلاش باك جديد:
مذيعة قرينة توفيق عكاشة وتعمل فى القناة التى يملكها اصطحبت مجموعات قالت الحكايات إنهم العاملون فى القناة، ووصفها الإعلام الناقل بأنهم أنصار السجين (البطل الذى يحرر سجنه وطن).
وبعيدًا عن علاقة حبس مواطن، لأنه سبّ مطلقته ومنعها حقوقها بتحرير الوطن/ أو كيف يكون بطلًا مَن يعتدى على حقوق طليقته وطفلها، كيف كان صدر قسم شرطة مدينة نصر رحبًا لسماع الهتافات التى تطالب السيسى بالتدخُّل لفك أسر «بطلهم…».
وإذا لم يكن المشهد فى فيلم كوميدى أو مشروعًا لدراما رمضانية من فانتازيا اللحظة التى نعيشها، فماذا نسمى هذا العبث «حربًا عائلية»؟
7-
الفلاش باك الأساسى:
أكثر من استغاثة بإنقاذ المسجونين فى سجن العقرب بأنهم يتعرضون للموت البطىء.. وتمنع عنهم الأدوية، وبين هذه الاستغاثات رسائل من نقابة الصحفيين عن زملاء يعملون فى الإعلام والصحافة.. وبعضهم تحت سجن احتياطى سرمدى بلا توجيه تهم، وبعضهم بتهمة تظاهر (تظاهر يشبه ما حدث مع أنصار البطل العكاشى).
كل هذا ولم يرد الوزير.. لم يرد، كما لو كان مشاركًا فى نهاية مثيرة لفيلم رعب.. بعد مشاركته فى الفيلم الكوميدى أعلاه.