وائل عبد الفتاح
لم تأت لحظة جماعية تشبه أكتوبر 1973 إلا بعد 30 يونيو، حيث الشعور بالخطر وانتظار النصر على من تعاملوا مع الحكم على أنه «غزوة واحتلال». هذه اللحظة تاريخية ليس فى إعادة تصنيع الأوبريتات، أو صناعة تماثيل لبطل شعبى، ولكنها لحظة ستكون تاريخية إن لم تكن تأسيسية لدولة القانون والمساواة. ولن يحدث هذا بترويج أساطير تحمل الإخوان كل الجرائم على طريقة اللص الذى يمسكونه ومع جريمته «يشيلوه حزمة الجرائم كلها..». لن يؤيد الشعب الإرهاب ولن يتعاطف مع الإخوان، لكنه لن يرضى بما يحدث بعد كل حرب أن تتم حماية المسؤول عن الجرائم واقتسام السلطة كغنيمة وفتح الأبواب للحبايب والمحاسيب وفرق النفاق الرخيص. نحن فى لحظة عابرة ستنتهى كما انتهت لحظات المجلس العسكرى وكما انتهت لحظة الجماعة ومندوبها فى القصر.. وسيتحول كل فخر إن لم يرتبط بطموحات الناس إلى دليل من أدلة الاتهام. هذه لحظة عبور لن تنسى فيها الجرائم، ولن يغفر لمن يسرق النصر. لحظة لن ننسى فيها بطولة الجنود والضباط فى أكتوبر 1973 ولا دماء الشهداء فى ماسبيرو.