وائل عبد الفتاح
لماذا لا يعلن السيسى جمهورية الأب الجديدة.. وينتهى الأمر؟ لأنه غالبا مهموم بصنع ثقل تاريخى للمؤسسة/ يمكنه أن يصنع به وجودا لا يدخل محل مراجعة فى هذه الفترة القلقة. ولأنه فى نفس الوقت فقدت البضاعة القديمة فاعليتها من بقايا نظام مبارك/ وورثته من الطيور الجارحة التى تريد الدولة غنيمة كلها. أو الإخوان ومظلوميتهم التى تريد تسميم الكعكة بعد ضياعها. السبب الرئيسى فى الشعور بالأزمة هو عدم قدرة الأطراف التى تملك السحر القديم على الحسم. الإخوان خرجوا بمشروعهم فى «الحكم الإسلامى» من حساب الحسم. كما أن خطط القوى الدولية/ العالم/ الغرب/ أمريكا للمنطقة كلها وليس مصر وحدها لم تعد فاعلة بنفس قوة الماضى. وأخيرا فإن القوى التقليدية بما تتصور أنه انتصار لها فى 30 يونيو هى الأخرى ليست قادرة على إعلان انتصارها. أو حسم الاختيارات لصالحها. هناك إذن حراك ثورى، نتائجه أبطأ من فوران الهواجس (خصوصا عند القطاعات الجديدة على السياسة/ أو التى تحركها العواطف الثورية). لكنْ للبطء سبب آخر هو ركود البيئة السياسية فى مصر لسنوات طويلة/ وتعثر فاعليات بناء (قوة المجتمع) وهذا ما يعطل بالطبع علاج الثورة من ضعفها.