كم أنت واقعى يا سيد كيرى
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

كم أنت واقعى يا سيد كيرى

المغرب اليوم -

كم أنت واقعى يا سيد كيرى

وائل عبد الفتاح

«… لا تشغلوا بالكم... عند الحاجة سنعرف كيف نحمى قناة السويس». كيرى قالها بكل بساطة وهو يرد على أسئلة عن تأثير الأوضاع فى مصر على مصالح أمريكا. لا يتكلم كيرى هنا باعتباره وزير خارجية، أو مسؤولا، ولكن باعتباره ممثلا للدولة العظمى، الإمبراطورية التى لا تخجل أو تخفى أنها تحمى مصالحها بعيدا عن حدودها. لم يخجل أيضا مَن يحكمون مصر ويتكلمون عن «الأمن القومى المصرى» وهم يعلمون أن واشنطن تعرف كيف تحمى مصالحها عبر عدة مستويات آخرها حين تتحرك الأساطيل. خط الحماية الأول هو الأنظمة التى تدور فى فلك الرعاية الأمريكية. ولهذا فإن تدعيم المرسى هو جزء من خطوط حماية أمريكا لمصالحها وآخر هذه الخطوط هى القوة العسكرية. الأمريكان ليسوا قلقين على قناة السويس، أحد ممرات مصالحهم.. هم قلقون على «حليفهم» الإخوانى، ويتصرفون كما كانوا فى أيام مبارك، يدعمون الجالس على الكرسى ويقيمون جسور تواصل مع معارضيه... ساعتها كانت هذه الجسور غلاف حماية دولية أحيانا، لكنه بالنسبة إلى الأمريكان هو ضمان فاعلية للدور الأمريكى، كما أنه عنصر ضاغط لإحداث بعض التوازن مع «وكيلهم». الأمر تغيَّر بعد الثورة، وهو ما لم تفهمه الإدارة الأمريكية بعد لأنها ما زالت ترى الثورة مجرد «انتفاضة» وتعيد نفس سياسات مد الخيوط مع جميع الأطراف لحماية النظام الذى يحمى مدار الوكالة الأمريكية كلها. الثورة شىء آخر وما كان يصلح مع مبارك لا يصلح بعد سقوطه. ولهذا فأذكى ما قيل أمام كيرى هو رسالة جميلة إسماعيل وهى تؤكد: «... لا نريد منكم معونات، نريد إعادة بناء علاقة بين مصر وأمريكا على أسس غير التى بُنيت عليها منذ نكسون ٧٤». هذه هى الثورة: إعادة بناء لا مجرد إصلاح البيت القديم بكل علاقاته وأساساته. كيرى رد على جميلة وقال: «.. أتحدث من منطلق الواقعية». إنهم يريدون تعليب الواقع من جديد، بعد أن دفعتنا الثورة وخيالها إلى منطقة أخرى نستطيع فيها أن نحلم. والواقعية الأمريكية هنا، تريد منا عدم مغادرة مواقعنا، والاكتفاء بالغناء فى الميدان ليلة سقوط مومياء مبارك الذى كانوا يدافعون عنه حتى اللحظة الأخيرة… تصورت الإدارة الأمريكية أن هذا هو خط النهاية وليعد كل شىء إلى مكانه بعد أن يتم تجديد الوجوه والإيحاء بأننا أصبحنا ديمقراطيين لمجرد أن اسم الرئيس تغيَّر. ولهذا فإن الربيع العربى هو الوصف الأمريكى المحبَّب للثورات فى العالم العربى، وهو وصف يربط الثورة بالطبيعة لا بالفعل الإنسانى، يصلح اسما تجاريا للثورة بما أنها عودة المجتمع إلى الحياة، بعد نوم طويل فى أقفاص «الاستعمار الوطنى»، الاسم ليس فنًّا من فنون الترويج فقط، لكنه يربط الثورة بما حدث فى أوروبا الشرقية حيث انتهت ثوراتها إلى الاندماج فى السوق، وكذلك فإن نفى الفعل الإنسانى من التسمية يترك انطباعا بأن ما حدث ليس إلا معجزة، قد تكون إلهية «الله وحده أسقط النظام» كما يهتف السلفيون، أو أنها «مكافأة الصمود ٨٠ سنة» كما يعتقد الإخوان، وكلها تحيل صحوة المجتمع إلى «ميتا-سياسة» تلغى السياسة وتمنع المجتمع من استرداد أصواته وحياته. الخبير الأمريكى فى شؤون مصر لم يرتحْ لتفسيرى هذا عندما سمعه فى واشنطن واعتبر أنه نوع من التزيد أو الانزعاج من رفض حكم التيارات الإسلامية. وتوقَّع الخبير أن التيارات الإسلامية ستثبت أنها أكثر قدرة على النجاح من مبارك فى صياغة الهدوء داخل المجتمعات وعلى مستوى السياسة الدولية. سألته: كيف؟ رد بإجابة واثقة: إنهم يتعلمون، ويفهمون الآن المسافة بين موقعهم فى المعارضة ومكانهم فى السلطة. وأضاف: يبقى أيضا أن يتعلموا أنهم ليسوا خالدين فى السلطة وأنهم سيسمحون لتيارات أخرى بالتداول. تريد الإدارة ذلك لأنها تريد المرسى أن يسيطر، ويكون فعالا فى دوره، خصوصا أنها تتصور أن أقصى أمانينا أن نقف بالطوابير على الصناديق، وأن الحديث عن القمع أو الدفاع عن الحريات الخاصة والعامة هو ترف لا بد أن يظل فى مساحة الرفاهية، ويسمّون ذلك خصوصية المجتمعات، وهى فى الواقع تعبر عن نظرة دونية ترى أن ما يحدث الآن، أو أيام مبارك هى الديمقراطية التى نستحقّها. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم أنت واقعى يا سيد كيرى كم أنت واقعى يا سيد كيرى



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib