فى المسافة بين مكى وتامر السفاح
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

فى المسافة بين مكى وتامر السفاح

المغرب اليوم -

فى المسافة بين مكى وتامر السفاح

وائل عبد الفتاح

هل سينجحون؟ هل سيحوّل مندوب الإخوان فى القصر، الدولة إلى «جماعة»؟ هل يكفيه استدعاء مؤسسة الإجرام الرسمى وفتح بوابات «دولة التعذيب» التى كانت مواربة بعد الهروب الكبير لجهاز العادلى فى ٢٨ يناير؟ إنه مخطط مصيره الفشل. فهم متآمرون وفَشَلة. يسمُّون مؤامرتهم «المشروع الإسلامى»، لكنهم يفقدون وعبر انكشافهم الفاضح «احتكارهم» للإسلام، هم وكل الحلفاء الذين نقلوا الدعوة الدينية إلى منطقة «السلطوية» وكأنها خطة معدَّة سلفًا أن يتحول كل داعية دينى إلى سلطوى.. فى لمح البصر، وأن يبنى نظاما «مقدسا» وسط أطلال النظام الساقط وبحماية من أجهزته نفسها. فرض هذه القداسة، هى مهمة كل من ارتبط ببناة «ديكتاتورية» الفرعون الإسلامى، هيبة الفرعون تحميها شبكات أمنية وسياسية.. وفرق دم.. وكله الآن يعمل تحت غطاء مؤسسة الإجرام الرسمى، كلهم يدعمون هذا التحالف من أجل هيبة الرئيس وقداسة النظام.. والمسافة هنا تضيق بين عبود الزمر والمستشار أحمد مكى.. كلاهما يدافع عن جرائم ضباط أمثال تامر السفاح.. هذا النوع من الضباط الذى له تاريخ فى تعذيب الجماعات الإسلامية وكان محل انتقاد تيارات استقلال القضاء. لكن ما دام التعذيب لصالح هيبتنا، وما دام الدم المسال على شرف قداستنا، فلا مانع من الدفاع عن مؤسسة الإجرام والتوحد مع السفاح ومن يسير على هواه. عادى أن يحدث هذا من عبود الزمر الذى نسمع صوته المبحوح هذه الأيام وهو يهدد المعترضين أمام قصر الاتحادية، فهو يستعيد شقاوة الإرهاب من ذاكرته، متخيلا أنه ما زال قادرا على إثارة الرعب رغم علامات العجز والتدجين الطويلة له ولتنظيمه. هذه عقلية شريك قديم فى الإرهاب، فماذا عن مستشار تضامن المجتمع المدنى كله مع مطالبه هو وفريقه، دفاعا عن استقلال القضاء؟ ولن تنسى منطقة وسط البلد حين حاصرت قوات الأمن المركزى دار القضاء العالى وحوّلت المنطقة المحيطة بها إلى ثكنة عسكرية. المخبرون وفِرق الاصطياد كانت تعمل كما تعمل الآن وبكل فِرقها التى عادت للخدمة مع قرار المرسى بتنشيط العناصر التى كانت تمارس هواياتها فى التعذيب السادىّ سرًّا وبشكل فردى حتى جاءتها نداءات الرئاسة وأعادت الروح إلى ذلك العالم القبيح الذى تصورنا أنه دخل مزبلة التاريخ للأبد. لكنه عاد. ووجد من يدافع عنه ويبرر له. هل هى أزمة وعى مراوغ تلك التى جعلت المستشار مكى يدافع عن تآمر السفاح وبقية فرقة الإجرام الرسمى التى خرجت من جحورها ومخابئها بعد أن أخذت «الأمان»..؟ ما سر هذا التوحُّد بين فرقة الإجرام الرسمى وبين من عاشوا حياتهم يُخفُون سلطويتهم تحت طبقة الاضطهاد التى ما إن سقطت حتى أطلّت علينا السلطوية بوجهها القبيح؟ هل هذا كافٍ لحالة التوحد بين المستشار الذى كان يوضع قبل اسمه «الجليل» وبين تامر السفاح؟ تامر ضابط شرطة من المشاهير فى عالم التعذيب والانتهاك، خرج من المخبأ مع أول إشارة من القصر، وكأنه لم يمر أكثر من ٤٨ شهرا على هروب تامر وأشباهه من الشوارع واختبائهم فى الجحور. تصطاد فرقة الجنود أطفالا ومراهقين وشبابا وتجرّهم إلى المدرعة، وهنا يظهر تامر ليخيفهم: أنا السفاح.. ويمارس معهم عنفا مهمته الوحيدة إذلال أجسادهم وإهانتها وتعذيبها واغتصابها.. وهذا كله يندرج تحت التعذيب الممنهج، يُمارَس مع الجميع ودون تفرقة، ولكى يحمل جسد كل ضحية من ضحايا السفاح رسالة إلى المجتمع: «لقد عُدْنا..». هؤلاء هم فِرق التعذيب، والذين لم يتذكرهم المستشار، ولم يتعرف على أساليبهم، ولم يقرأ رسائلهم على أجساد الضحايا.. وقال إنها «حوادث.. عادية.. ليست ممنهجة»، واتهم من يعترض: «إنكم تريدون إسقاط الشرطة». لم يدرك المستشار الغارق فى سلطويته أن هذه ليست شرطة، وإنما جهاز إجرام رسمى، وأن مهمة حماية الناس والأرواح واحترام الإنسانية، ليست موجودة فى قاموس هذا الجهاز الذى تصور أن المعتقلين أسرى حرب دون حقوق، يتدرب فيهم على نزول الملاعب بنفس اللياقة القديمة. لماذا لم يهتز المستشار من حكايات الأطفال والصبية الذين تم تعذيبهم وسحلهم واغتصابهم؟ لماذا لم يشعر مثلنا أن هذه جريمة موجَّهة إلينا؟ لماذا كان المستشار متوحدا معنا فى الدفاع عن استقلال القضاء ويتألم من مشاهد سحل وتعذيب وخطف المتضامنين مع القضاة والآن ينظر باستعلاء ويقول: «عادى»؟ تامر ما زال ينتظر الأوامر كل يوم ليضيف ضحايا جددا إلى قوائمه. ووزيره لم يقدم حتى الآن الفرقة التى أقامت حفلتها أمام قصر الرئاسة على حمادة صابر. والمستشار مكى غاضب من الضحايا ومن يتضامن معهم ويصفهم بأنهم إعلام مضلل. نفس الاتهام الذى كنا نُتَّهم به ونحن ندافع عن مجموعة المستشار مكى. اليوم يدافع المستشار عن السفاح الذى كان يعذِّب من يتضامن معه. وأعتقد أن المستشار لم يتغير كما يعتقد البعض، لكننا وبالقوة الممنوحة لنا من الثورة، نكتشف كل يوم معانى جديدة للحياة، ونكشف عن سلطوية كامنة فى الأعماق المظلمة. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى المسافة بين مكى وتامر السفاح فى المسافة بين مكى وتامر السفاح



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib