إنهم قادمون
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

... إنهم قادمون

المغرب اليوم -

 إنهم قادمون

وائل عبد الفتاح

لا تعرف موعد هجوم «أولاد أبو إسماعيل»، وزعيمهم حازم لا يظهر متجسدا أبدا، إنه صوت، يتنقل بين القنوات، أو عبر وسطاء يقولون فتاواه أو ينقلون أوامره. ميليشيات الشيخ بعد أن غادرت اعتصامها أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، هاجمت مقر حزب وجريدة الوفد، أحرقوا المقر وروّعوا الصحفيين وتركوا رسالتهم: انتظرونا فى كل مكان. لا تنتظرهم أبدا فى مواجهة سلطة، إرهابهم موجه إلى من هم خارجها، وإذا اضطر الشيخ إلى الضغط بجمهوره على السلطة، فإنه يختفى فى اللحظة الأخيرة، كما حدث أيام العباسية.. ويومها دافع الثوار عن «حازمون». لن يتذكر «حازمون» هذه المواقع، فالذاكرة مركبة باتجاه واحد، ويتحركون دون ذاكرة، أو حسب إيقاعات غريزية تسير خلف الشيخ وصبيانه. الجانب الخرافى، اللا عقلانى، يجعل مقاومة «حازمون» صعبة، فهم جيش مختلط من المغيبين على مراهقى حرب العصابات، الذين يتحركون جميعا بإصبع من الشيخ أو من يمثله. الهجوم كان موجَّها إلى قائمة طويلة من الصحف ومقرات الأحزاب، كلها مواقع مجتمع مدنى بعيدة عن السلطة لكنها تقف الآن من مواقع مختلفة ضد مشروع تأسيس الدولة الإخوانية.. أو الدولة الدينية على كتالوج الجماعة، التى يحلم الشيخ حازم بوراثتها، أو بأنه بديلها فى حالة السقوط، فهو نقطتها المتطرفة التى تلمع لحظة الانهيار. هجمات «حازمون» حاصرت مقر التيار الشعبى واقتحمت «الوفد»، وكانوا يفكرون فى غزوة إلى بيت مؤسس التيار حمدين صباحى. القائمة لم تكتمل وكانت تشمل أيضا صحفا أخرى، ونادى القضاة، وجبهة الإنقاذ.. وهى جميعا كيانات فى مواجهة ديكتاتورية الرئيس، أى أن ميليشيات أبو إسماعيل، بجنونها، ومظهرها البربرى، الهستيرى، هى أداة إرهاب لا يستطيعها الرئيس.. المعزول فى قصره أسيرا لشبكات يصنعها اللاعب الغامض خيرت الشاطر.. الذى قيل علنًا وعلى منصة اعتصام «حازمون» فى مدينة الإنتاج الإعلامى.. إنه يستطيع تحريك آلاف المجاهدين بإشارة منه ساعة الصفر. هجمات «حازمون» هى بروفات متقطعة لساعة الصفر هذه، ولهذا فقد ترددت رواية عن اجتماع الشاطر مع وزير الداخلية قبل ساعات من فض اعتصام مدينة الإنتاج الإعلامى.. وهو ما يشير إلى دوره فى اللعبة أو فى ربط قطعها المتناثرة. وهذه الأجواء هى البيئة الخصبة لعودة حازم من الصمت بعد استبعاده من انتخابات الرئاسة بسب الكذب فى جنسية الأم. حازم ابن الهستيريا بما تمثله من نقاء وبراءة فى ملامح لا تشير إلى شىء محدد: لا جهامة السلفيين ولا خبرات الإخوان.. لا صرامة كاملة ولا كاريكاتورية كاملة، كيان يحمل كل شىء ولا يحمل شيئا فى نفس الوقت.. برنامج سياسى يصلح لأفلام الكوميديا.. وحديث عن الأمل يشبه التوليفات البسيطة فى أفلام السخرية من السلطة.. وسلطة تبدو مستمَدّة من خطاب دينى ناعم لا يعتمد على غلظة الأوامر والنواهى ولكن على فكرة السحر الشخصى. لا يهم الشيخ حازم الجهل بالمعلومات، ولا يهمه الخرافات المنتشرة حوله، لكنه يحول الخطاب الساذج إلى كيان معجون بالكاريزما. هو نجم تصنعه لحظة وتطيح به لحظة أخرى. ابن لحظة فوارة تنتهى سريعا.. نجوميته بدأت من هذه المواقع: المنبر فى الجامع والميكروفون أمام الشاشة.. لكنها أرادت العبور إلى مجال أوسع فى عدة محاولات فاشلة حاول فيها السير على نهج أبيه الشيخ صلاح أبو إسماعيل فى دخول البرلمان. الشيخ يعود ككل مرة إلى ملاعبه الأساسية دون إضافات ولا أدوار غير تخزين جمهوره فى المخازن إلى معركة تالية. لكن الثورة فتحت أبواب المخازن وخرج جمهوره إلى الميدان.. إلى حيث أصبح للجماهير موقع غير الحشد فى طوابير الصناديق.. هنا انتقل حازم إلى مستوى نجومية مختلف استفاد تماما من مزاج الثورة.. العاطفى.. وصنع حضوره الكامل من خلال علاقته بمريديه. لم يكن للشيخ حازم خطاب متماسك، إنه نثارات من هنا أو هناك، أو «قصاقيص» أفكار استطاع حازم أن يجعلها ثوبه الفكرى الذى لا يتذكر أحد منه شيئا سوى أخطاء المعلومات، أو الجهل ببعض الوقائع، أو طرافة حلوله لمشكلات كبيرة وشائكة. لا شىء يبقى من الشيخ حازم سوى عواطف أتباعه الذين سموا أنفسهم باسمه «حازمون»، لا شىء سوى هذه الشحنة التى يتركها وَلَه المريدين ووقوع الجمهور الطويل العريض تحت سحر الشيخ الشخصى. سحر لا تحركه أفكار ولا أيديولوجيا ولا برنامج سياسى متماسك، لكنها صور وإسقاطات تهبط من اللا وعى لتراها مجسدة فى الشيخ فهو «الأسد» دون علامات تثبت القوة أو الافتراس، لكنها الصورة التى تجعل ظهور حازم أبو إسماعيل يعطل القوى الشرسة لأتباعه ومريديه، رأيته مرة يحول الوحوش التى تمسك السكاكين لتطبق حد الحرابة على شخص وتقترب من التهامه وتقطيع جسده، هذه الجموع الهائجة تحولت إلى أغنام وديعة تأتمر بأوامر الشيخ التى يقولها بصوت مشحون بطاقة ترويض القطيع. الجمهور هم مسرح استعراضه، وترويض الجموع الهائجة هى لعبته التى تصنع له حضورا فى مجال سياسى ما زال فى مرحلة السيولة. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 إنهم قادمون  إنهم قادمون



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib