كيف نصرف الفرعون الذى حضرناه
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

كيف نصرف الفرعون الذى حضرناه؟

المغرب اليوم -

كيف نصرف الفرعون الذى حضرناه

وائل عبد الفتاح

هذا المقال أغضب من ينتمون إلى جماعات تتصور أنها الإسلام.. وكنا فى فترة ما بين الانتخابات وقد لاحت فى الأفق مؤشرات «المشروع الإسلامى»، كما يسمونه وهو ليس سوى «مشروع سلطوى» باسم الإسلام. ‎قالوا وقتها إنه افتراء.. وتجنٍّ عليهم. ‎وتثبت التجربة أن ما قلته كله ليس إلا قشورا من واقع يفوق العبث. ‎والمشكلة ليست فى وجود رئيس ينتمى إلى التيار الإسلامى.. المشكلة فى تحوله إلى فرعون أو فى استمرار العقل الذى بدلا من أن يرى الديمقراطية فضاء مفتوحا تتنافس فيه التيارات والأفكار والأحزاب.. يتعامل معها كسلم يصعد به ويسحبه ليعلن أننا جميعا أسرى عالمه الافتراضى. ‎المتابعة لرحلة التيارات الإسلامية تقول إنه إذا كنت اليوم متشددا فى التيار الإسلامى ستذهب إلى الاعتدال لكن ستترك بضاعتك القديمة يتغذى عليها جيل جديد لتبدأ الدورة من جديد.. المتشدد اليوم معتدل أمس.. ومتهم فى المستقبل بأنه خارج الإسلام. ‎التيارات الإسلامية هى نظرة إلى العالم من خلال أفكار صنعها البشر ليسوا مبشرين ولا مبعوثى العناية ولا وكلاء الوصاية الإلهية على بشر يعتبرونهم فى مرحلة الجاهلية أو كفار أو عصاة أو غير ذلك.. من أوصاف تقسم الدنيا إلى معسكرين.. وتعتبرها حربا أو غزوة. ‎ليس المخيف أن تكون مؤمنا أو تصدق فكرتك إلى آخر حد.. المخيف أن تقتلنا وتفسد حياتنا، لأنك تتصور أننا أسراك.. أو أنك جندى فى غزوة الديمقراطية. ‎الفرق بين الفضاء والسُّلم هو ما يجعلنى اليوم أعيد الكتابة حول نفس العنوان. ‎الرئيس أيا ما كان هو ليس إلا مجرد جملة اعتراضية.. عابرة.. وهو المختار من نسبة أيا ما كانت، بينما رفضته نسبة لم تكن ضعيفة. ‎وهنا تبدو عبثية محاولة تثبيت الوضع بألعاب تغلق المجال السياسى من جديد باسم الدين بعدما أغلق طويلا تحت قوة العسكر. ‎العبث هنا مدمر، لأنه يضع مصر كلها على وضع صراع الاحتقان فترات طويلة. ‎والعبث هنا يمنح للمتشدد مبررا لتشدده أكثر، وهذا ما بدت بوادره من فتاوى إهدار دم المرسى بسبب أحداث سيناء. ‎كتبت تحت عنوان «فرعون إسلامى» من قبل.. واعتبرت أننا فى لحظة بناء جمهورية بلا فراعنة. ‎لسنا فى غزوة وتوزيع غنائم حسب القوة العضلية. ‎ولا معركة هى من يصعد السلم. ‎إننا فى معركة توسيع الفضاء الذى أغلقه مبارك.. وهذا يعنى ببساطة وبمعايير ثورة شعبية.. وليست صراعا مسلحا انتهى بفوز الإسلاميين.. أن تبنى جمهورية ديمقراطية بلا وصاية ولا مؤسسات تنشأ لتصبح فوق الدولة. ‎الفرعون لا يولد فرعونا. ‎الفرعون يولد حين يكون العقد بين الحاكم والشعب مبنيا على تفويض أكبر من الوظيفة التى يقوم بها. ‎وهذا هو المرعب. ‎هم يريدون إحياء علاقة بين الحاكم والشعب تقوم على البيعة، أى التفويض الدائم، يحكم فيه الحاكم باسم «إرادة أعلى» من كل شىء. ‎ماذا يحدث عندما يختلف الشعب مع الحاكم؟ ‎أو تختلف معارضة مع برنامج سياسى؟ ‎هل نختلف مع الله؟ ‎أم نختلف مع الإسلام؟ ‎هكذا بدت صيحة دولة الخلافة قادمة من زمن منقرض.. وما تبعها من اتهامات للمختلفين مع الفكرة بأنهم كفرة، وعلمانيون إلى آخر هذه الاتهامات التى تحاول اللعب على المشاعر الدينية لشعب عاطفى، وتمنعه من التفكير فى ما يقال له. ‎نفس منهج دولة الاستبداد. ‎الجنرالات وآخرهم مبارك كانوا يصفون الخارجين عن طاعتهم بأنهم قلة مندسة، مشاغبة.. باعت بلادها.. تكفير وطنى لا يقل عنه استبدادا تكفير من لا يؤمن بدولة الخلافة. ‎هذه صيحات تثير الذعر فى قطاع مدنى تصور أن «ثورة الميدان» ستبنى مصر حديثة. ‎القطاع المدنى هم طبقة وسطى جديدة، حالمة بدولة على الموديل الغربى، لا ترفض الدين، لكنها لا تريد حكم الفقهاء، أو من يعتبرون الخلاف معهم خلافا مع الله أو مع الإسلام. ‎هناك فرق بين رفض الدين ورفض حكم المشايخ. ‎الدولة ورثت تراثا من محاولة البحث عن شرعية دينية لجنرال يسيطر ويغلب خصومه. الشرعيتان متلازمتان فى الدولة التى ورثت إمبراطورية الرجل العثمانى المريض. ‎دولة، لا يمكن أن يقام أسوار حديدية حولها لتكون «مزرعة تجارب لإعادة تربية البشر» كما تفكر تنظيمات الأصولية الإسلامية، ولا دولة تقهر فيها الأغلبية الدينية أقلياتها وتتعامل معهم على أنهم ضيوف. ‎الدولة فى مصر لأنها لم تحسم تكوينها ولم تشكل مؤسساتها، لكنها أرادت فقط ترويض شعبها، فإنها لعبت كل الألعاب لتضمن السيطرة. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نصرف الفرعون الذى حضرناه كيف نصرف الفرعون الذى حضرناه



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib