عندما ترتبك الديناصورات
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

عندما ترتبك الديناصورات

المغرب اليوم -

عندما ترتبك الديناصورات

وائل عبد الفتاح

هل تنتظرون الجيش؟ أمريكا؟ الحقيقة أن الثورة لا تنتظر أحدًا، إنها الروح القوية التى فاجأت الجميع يوم ٢٥ يناير ٢٠١١، وما زالت تفاجئ حتى أقوى المؤمنين بها. الثورة هى البحث عن القوة فى الضعف. قُلت هذا فى البدايات وأتذكره دائمًا كلما شعرت بالضعف أو كلما سيطر على مَن حولى شعور اليأس التاريخى أو الإحباط من شراسة الديناصورات فى حرب تدميرها للثورة. الديناصورات توحّدوا فى شركة حكم جديدة، كتبت عنها من قبل، ليُعيدوا بناء جمهورية على مقاس طموحاتهم، جمهورية قديمة بمكياج جديد. لكن لأن الثورة صنعها شباب قتلوا الوحش أكثر من مرة فى ألعاب البلاى ستيشن، فإنها ما زالت تملأ الشوارع وتخرج الأمل من تحت تلال الرمال. الثورة تجدّد الذاكرة، تنشط خلايا ظننا أنها ماتت فى العقل المصرى. ديناصورات الاستبداد قبل سقوطها قامت بعملية «تصحير» اختفت معها ملامح مصر، وتفاصيلها الثرية، لتبدو من بعيد صحراء جرداء. عادت الديناصورات فى صور جديدة، مرشد وأب روحى وجماعة أرسلت مندوبها ليبنى مملكتها على أنقاض الثورة. المرسى لا يحكم وحده من اللحظة الأولى. يحكم عبر شركة الحكم التى تضم معهم الجيش وأمريكا. وشركة الحكم الجديدة هذه.. مرتبكة كلها.. الآن. لأن الثورة حاصرت الديناصور فى القصر، ورسمت على جسده صور الشهداء، بينما الميليشيات التى أرسلها المرشد، محت الصور، لكى لا يسمع الديناصور المقيم فى القصر صوت «جيكا» يطارده فى المنام واليقظة. جيكا.. لعنة ستطارد مندوب الجماعة، وستعود صورته كلما محتها الميليشيات.. ستعود وتقول إننا أحياء وأنتم إلى مصير الديناصورات. محنة الديناصور تربك شركة الحكم الجديدة. الإخوان يحاولون بناء مظلومية جديدة، ومن أجلها يحاولون شراء جثث الشهداء، أو سرقة جثمان من المشرحة، أو وضع صورة خلف المرشد لشهيد من الجماعة تكشف الروايات فى ما بعد أنها لشاب مصاب وفى غرفة العناية المركزة وينتمى إلى المجموعات الرافضة لقرارات الرئيس. والجيش قرّر إعلان الحياد فى بيان تخلّى فيه عن اللغة السلطوية، مركِّزًا على فكرة الانتماء إلى الشعب، وهو ما يبدو نظرة إلى الأزمة من بعيد، تضع الرئيس طرفًا، وترمم «كيانها» الذى تعرّض إلى هزات كبيرة بعد الصدام مع الثوار فى أثناء إدارة المجلس العسكرى المرحلة الانتقالية.. وتضع نفسها فى موقف لا تدفع فيه فاتورة الطرف الساكن للقصر. المرسى من جهته أصدر قرارًا بالضبطية القضائية للجيش، وهو القرار الذى صدر تحت حكم المشير ولاقى رفضًا عنيفًا، وأُلغى بحكم قضائى، اعتبر فيه أن هذا إعلان بالحكم العسكرى. وبين الحياد والتورّط، يزداد غموض موقف الجيش الذى يعتبر بيانه عودة من بعيد للحياة السياسية، فى نفس الوقت الذى تعتبر «الضبطية» هى تورّط فى مواجهة «الشارع» من جديد. أما الشريك الثالث.. الراعى الدولى، فهو الأكثر قلقًا على هندسته لنظام حكم إخوانى يضمن له ما عجز عنه مبارك من اتفاق غزة، أو تسليم متورطين من القاعدة فى قتل السفير الأمريكى فى بنغازى، وهى العلاقة التى يفخر بها خيرت الشاطر فى تصريحاته إلى الصحف الأمريكية، ويلاعب بها قادة الجماعة إدارة أوباما.. وينفّذ اللعب وفد من عصام العريان «مستشار الرئيس»، وعصام الحداد «مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية»، موجودين فى واشنطن الآن، وفى أثناء اشتعال الأزمة، لينقلا تصورات الجماعة/الرئاسة إلى الإدارة والعكس، وهو ما سرّع بالدعوة إلى الحوار لإثبات أنها ليست أزمة وإنما صراع على السلطة. ارتباك شركة الحكم الجديدة يعنى أن الثورة تكسب من مناطق ضعفها. تكسب الديمقراطية ليس باعتبارها منحة أو صفقة أو عملية تسيطر عليها السلطة وصناديق انتخابات يتحكم فيها مَن يتقن اللعبة، ولكن باعتبارها عملية يشارك فيها «الشارع» أو المجتمع بالضغط والحضور الفعال المؤثّر، وهذا ما قامت الثورة من أجله. هزمت الثورة أيضًا إرهاب تجار الدين الذين اعتبروا أن إبعاد تجارتهم عن السياسة كفر وإلحاد.. هزمته بما أخرج من قطاعات واسعة من المجتمع تدافع عن حريتها فى مواجهة تسلط وصاية المشايخ والجماعات التى تصورت أنها تحتكر الإسلام. الثورة اكتشفت قوة فى ما كانت تتصور أنه ضعف وعدم دفاع عن الحرية أو المساواة أو المجتمع الحديث الذى يحترم الفرد وحريته وحقوقه ولا يضعها تحت سمع وطاعة مرشد أو شيخ أو حاكم يتصور أن الشعب قطعان مهمته ترويضها. الثورة أعلنت أننا لسنا قطعانا يمكن تخديرها أو تخويفها باسم الدين أو مصلحة الدولة العليا أو حتى باسم لقمة العيش وزجاجة الزيت والسكر.. الثورة قالت لشركة الحكم الجديدة، لسنا عبيد إحسانكم.. وإن فى مصر قوة حيّة ستزيد كل يوم من إرباككم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ترتبك الديناصورات عندما ترتبك الديناصورات



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib