الرجولة المهزومة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الرجولة المهزومة

المغرب اليوم -

الرجولة المهزومة

وائل عبد الفتاح

الرجولة المعتمِدة على قهر النساء رجولة تافهة. هكذا ونحن نتابع ما كتبه والتر آرمبروست عن وحش الشاشة (فى كتاب «الرجولة المتخيلة»).. كيف كان رمز الرجولة فى النصف الثانى من الخمسينيات، نكتشف أن المجتمع الفاسد يربى رجولة فاسدة ترى فى المرأة كائنًا جنسيًّا فقط، مخلوقًا لمتعة طاعته وإثبات رجولته. وهذا ما يدفع المتحرش إلى هوجة الاعتداء على النساء خارج محيط «الحريم» الذى يعيش فيه، وهذا ما يجعل المشايخ من هواة الاستعراض من أجل السلطة يركزون فى خطبهم على المرأة.. إنهم يرممون الذكورة الجريحة بخيال مريض يصوِّر لهم أن الرجل لن يكون رجلا إلا إذا قهر المرأة. ولأن الرجل ليس عضلات ولا حنجرة.. هذه أدوات العاجزين ومن فقدوا فرصة الإنسانية، لأن كل فتوة سيأتى يومًا ويهزمه فتوة آخر.. لكن الإنسان يقوى كلما كانت علاقته مبنية على الإنسانية، لا القهر والتسلط. يحكى والتر آرمبروست أن فريد شوقى لعب دورًا فى العلاقة المتوترة بين هدى سلطان وشقيقها المطرب والممثل والملحن محمد فوزى (المعترض على عمل شقيقته بالغناء والتمثيل مثله). وكان يحرص حرصًا شديدًا على أن يصوّر نفسه فى العلن قريبًا من فوزى.. ومستعدًا للقيام بدور الحامى لشقيقته. فى نفس الوقت، وحسب بحث آرمبروست، كان فريد شوقى دائم الحديث للصحافة عن حياته مع هدى.. وقال إنهما عقدا اتفاقًا أن تعتزل هدى سلطان عالم الفن إذا طلب هو منها ذلك. وعلى سبيل المثال يصف فريد شوقى رحلته إلى دمشق لحضور إحدى حفلات هدى الموسيقية ويركز على الصعوبة البالغة التى لاقاها التوفيق بين إعجاب الجمهور بزوجته والأنا الذكورية عنده. وهنا يشير، حسب الباحث الأمريكى، إلى أن موقف فريد شوقى من هدى سلطان أمام الجمهور كان ينطوى على أكثر من مجرد الحماية، إذ كان يقوم بدور الزوج الصارم ويبدى استعداده لمعاملة زوجته معاملة متكافئة… والأكثر من ذلك أن هدى سلطان كانت شريكة (أو على أقل تقدير صُوِّرت أمام الجمهور على أنها شريكة) فى لعبة التوازن التى كان فريد شوقى يلعبها أمام الجمهور بين حامى الحمى الرجولى والزوج السَّمح، شريك زوجته فى العمل الفنى. وهكذا كان على النقيض من صورة «الفتوة» ذى الأصول الوضيعة فى العدد من أفلام العصابات التى مثّلها، فإنه كثيرًا ما قدم نفسه رصينًا، عصريًّا وابن الطبقة المتوسطة وأرفق أحد فصول مذكراته فى عام 1957 بصورة يظهر فيها مع هدى سلطان، وهما يكدسان على السرير بسعادة، لوازم بيتية، كانت هدايا بمناسبة زواجهما على ما يفترض. وكان التعليق تحت الصورة «فريد شوقى وهدى سلطان يتعاونان فى تأسيس منزلهما فى بداية زواجهما».. ويأتى رجل البيت المتعاون فى الصورة على النقيض من قائمة الأدوار الشريرة التى مثّلها على الشاشة.. وتقدمه مقالة مصوّرة مع هدى سلطان فى المنزل بالبيجاما، وفى إحدى اللقطات يتصارعان بالأيدى وهدى الباسمة توشك أن تهزم زوجها». وفى مذكراته يروى فريد عن رسالة حب كتبها لهدى سلطان ثم انتظاره رنين التليفون، وكأنه مراهق ملهوف.. هناك حكايات أخرى عن توتره من مسرحيات تحدث فيها جرائم قتل.. هكذا كان وحش الشاشة «الخائف من ظله»، يحاول إبعاد أدواره السينمائية عن صورته فى مجلات أهل الفن بوصفه رجل عائلة عصريا. وهنا إشارة لماحة من آرمبروست وهو يقارن بين طريقة مجلة «فوتوبلاى» الأمريكية فى صنع نماذج الرجولة والذكورة وبين طريقة «الكواكب» فالأولى موجّهة إلى النساء أكثر، يبدو هذا من إعلاناتها، وهى أقل ميلا إلى تقديم صورة طيبة لممثلين يقومون بأدوار شريرة.. وهى تلعب على تأكيد صورة النجم الذكر كما تقدمه الأفلام. وعلى العكس كانت «الكواكب» تسعى إلى تقديم صورة مغايرة، إلى حد ما، للممثل. مفهومها كان فى اتجاه يصدم الجمهور، فيرمز للفحولة الجنسية والرجولة بالمفهوم السينمائى. صدمة خفيفة لا تخلو من روح الطرافة أن ترى الوحش فى صورة أخرى، مرحة، مناقضة، تناقض ساذج أحيانًا، يدغدغ إحساس الجمهور السعيد بذكره القوى. وهكذا فإن رجولة فريد شوقى التى كانت ساطعة فى نهاية الخمسينيات وما بعدها هى نتاج صراع خفى بين النظرة التقليدية للذكر الحامى والمسيطر على حياة المرأة الجنسية.. وبين الرجل العصرى شريك المرأة فى العائلة والشارع. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجولة المهزومة الرجولة المهزومة



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib