هل هناك فى الرئاسة من يسمع
أخر الأخبار

هل هناك فى الرئاسة من يسمع؟

المغرب اليوم -

هل هناك فى الرئاسة من يسمع

وائل عبد الفتاح

يبدو أن السلطة ضد التعلم ويبدو أن المتسلط يسير على خطى المتسلط الذى يسبقه، لأنه ينسى أن المجتمع أكبر من خياله.. وأنه لا يمكن إعادة إنتاج ديكتاتور فى مجتمع خرج من الأقفاص. لم يتعلم المرسى مما حدث للمشير ومجلسه العسكرى حين خطط لإعادة نظام مبارك، وانتهت فترته الانتقالية بما هو أكثر من الخجل والانزواء، انتظارا لتوافقات اللحظة الراهنة فشل المجلس العسكرى فى بناء جمهورية تسلط جديدة، ورغم ذلك يحاول المرسى وقبيلته بعد أن وضع على أعمدة التسلط الأساسية غطاء دينيا. هذا الغطاء الدينى لم يعد صالحا لأن هناك ما هو أكبر، وتحالفات المرسى كما كتبتها أمس تتطلب منه تنازلات لا يمكن تبريرها أمام جمهوره. كتبت أمس أن شركة الحكم الجديدة بين المرسى والعسكر، لم تحدد شروطها، لكن الجيش لن يقبل أن يكون مؤسسة يمارس عليها الرئيس استعراضاته، ولهذا بعد قليل جدا من تسريبات عن محاكمات للمشير طنطاوى والفريق عنان فى أُطر البحث عن أكباش فداء جدد، وصل رد المؤسسة العسكرية بإشارات غاضبة، ولهذا اضطر الإخوان إلى التضحية بمن نشر الخبر ولم يفهم أنه مجرد تسريب، واستغرق المرسى فى تصريحات عن التقدير للجيش وقادته. المرسى لم يدرك حين تم اتفاق الشراكة، أن الاقتراب من هذه المؤسسة يحتاج إلى حساسية فائقة، فالقبول العام لإزاحة طنطاوى كان من أجل استعادة هيبة المؤسسة التى رأى جناح كبير فى القيادات أنها أهينت بسبب طريقة إدارة المرحلة الانتقالية، وظلت الإهانة تكبر إلى أن أصبح الهتاف بسقوط حكم العسكر فى كل مكان، وكانت الذروة فى فضيحة وصول الإرهاب إلى تلك النقطة من الحدود وقتل الضباط والجنود لحظة إفطار رمضان. الشركة كشفت أن قرار إقالة طنطاوى لم يكن نهاية لحكم العسكر، أو لمساحة المؤسسة العسكرية فى شركة الحكم، لكنه تعديل لهذه المساحة وإعادة ترتيب لموقع الجيش فى الشركة الجديدة. وكذلك الراعى الدولى الذى لم يعد يمكنه القبول بالفتور فى العلاقات بين مصر وإسرائيل على مستوى الرئاسة، ولهذا ظهرت ضغوط الراعى الدولى لشركة الحكم الجديدة من خلال إعلان مبالغ فيه عن اعتماد سفير جديد لمصر فى تل أبيب وإن كنت ما زلت لا أستطيع تحديد دقة رسالة المرسى إلى بيريز التى نشرت فى الصحافة الإسرائيلية ونقلت عنها فى مواقع وصحف القاهرة. المرسى إذن ليس من صالحه التمادى فى طريق بناء جمهورية التسلط، لأن شروط هذا البناء ستكلفه الكثير، والأهم أنها تقود المجتمع المصرى إلى مزيد من الاحتقانات والاستقطابات، يثير الرعب لدى قطاعات لم تعد تشعر بالأمان أو عادت تتوقع الأسوأ. هل فعلا الأسوأ قادم؟ وهل يمكن للمرسى التراجع عن طريق التسلط والاعتراف بأننا فى مرحلة انتقالية، لا يمكنه فيها خطف الدولة لصالح ترتيبات تحقق طموح الإخوان فى الحكم؟ هل يعى المرسى الدرس ويدرك أن الإنكار لا يفيد وأن قوى واسعة فى المجتمع لن تقبل بالتسلط ولا بفرعنة أى رئيس من أى تيار أو قبيلة، وأن الحل هو بناء قواعد اتفاق على مجتمع متعدد، تحترم فيها الحريات العامة وتقدس الحريات الشخصية، والفرد فيها هو الهدف السامى للمجتمع؟ هل يدرك المرسى أن كل ما فعله العسكر وبجبروتهم ورغم اتفاق الإخوان معهم لم يقدروا على دفن هذه الأحلام رغم آلام الدهس والقتل وصنع العداوة بين الجيش وشعبه؟! هل هناك من ينصح المرسى وهو أول رئيس قادم بالانتخابات أن لا يكرر حماقات ارتكبها كل الرؤساء الذين احتلوا الكرسى بدون انتخابات؟ هل هناك فى الرئاسة من يسمعنا؟ هل هناك من يعرف أن إغلاق الأذن والعين والعقل ربما ينفخك فى مقعدك بعض الوقت أو يبرر لجمهورك ارتباكك بعض الوقت، لكنه سيقودك إلى المصير نفسه فى آخر الوقت؟ هل تسمعنا أو ستُغلق أذنيك على كلمات القبيلة والمنجذبين إلى حضرتها ودراويشها؟ هل تسمعنا؟! أوقف هذا الاندفاع قبل الوصول إلى المنحدر.. آلووووو نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك فى الرئاسة من يسمع هل هناك فى الرئاسة من يسمع



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib