مذبحة بورسعيد «2»
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

مذبحة بورسعيد «2»

المغرب اليوم -

مذبحة بورسعيد «2»

وائل عبد الفتاح

اختاروها لتكون موقع المذبحة الأولى. وكان من الطبيعى أن تكون موقع الثانية. المذبحة الثانية فى بورسعيد هدفها طمس أدلة الأولى والانتقام من مدينة كاملة.. سكانها ليسوا شياطين ولا ملائكة. بورسعيد التى تعيش تراجيديا جديدة فى تاريخها المشحون بالتراجيديات، تدفع ثمن إصرار السلطة على عدم محاسبة نفسها، حماية كل من يحمل شارتها من المشير إلى أصغر ضابط.. لم يُحاكَم أحد من المسؤولين عن المذبحة، سواء بالتقصير فى الحماية (المتعمد والمعتاد) أو بالتدبير (حيث الروايات عن قرار عقاب أولتراس الأهلى ككتلة جماعية تثير قلق السلطة قبل وبعد الثورة). التحقيق من البداية بُنى على خطيئة تعتبرها السلطة أمرا طبيعيا، لا محاسبة لمن تحميه السلطة، ولهذا فإنه لا عدالة ولا احترام للقضاء ولا شعور بسيادة القانون، حتى لو فرح أهالى الشهداء ورقص الأولتراس فى استاد مختار التتش بعد تخيلهم حفلة إعدام جماعى لمن قررت المحكمة أنهم القتلة لا غيرهم. العدالة لم تتحقق هنا، وهذا ما يجعل المذبحة مستمرة بكل غموضها وشراستها. من يقتل الأهالى فى شوارع بورسعيد؟ ومن قتل أولتراس الأهلى فى استاد بورسعيد؟ هذا القاتل الغامض الشرس، لا أحد يقترب منه، وتحميه كل مؤسسات الدولة بكل شيخوختها الوقحة. الدولة الآن تخوض حربا ضد مدينة، كما خاضتها ضد الأولتراس والأقباط والثوار لتحافظ على سيطرتها على شعب يرفض استمرارها، كما كانت قبل 25 يناير. الدولة وصلت مع المرسى إلى حالة الجنون الكامل، شهوة للدم والقمع تجاوزت كل ما لدى المومياء مبارك. وزير الداخلية الجديد، ليس إلا جديدا فى إثبات الولاء للحاكم، لا يهمه إعادة العلاقة بين الشرطة والمجتمع، هدفه الوحيد إرضاء من أتى به إلى الحكم، ولا يهم هنا أن تزداد كراهية الشرطة، ولا أن تقتل الشرطة الثوار أو يُقتل ضباط وجنود فى مواجهة الناس، لا يهمه إلا رضا المرسى وجماعته، وقد حقق ذلك بغارات الغاز التى تغطى سحبها كل شبر يقف عليه ثوار فى القاهرة والإسكندرية والمحلة ودمنهور والسويس، ووصلت الوقاحة إلى ضرب الغاز على الجنازات فى بورسعيد وقتل عائلات تدفن أولادها. الجنون وحده يفسر هذه الشهية المفتوحة للدم، جنون السلطة وجنون الدفاع عن الفشل وعن امتلاك قدرة الاعتذار أو التراجع لحماية ما تبقى وما يمكن أن يبقى لجماعة تريد الحكم ولا تقدر إلا على الاستبداد. الجنون وحده يحول بورسعيد إلى مدينة مآتم، يفتح سجلات شهداء جدد على أرضها.. هذه المرة من محتل جديد، من استعمار إخوانى، أراد أن يغطى على جريمة العسكر فى بورسعيد بجريمة أخرى أكثر شراسة. الجنون وحده يجعل رئاسة مصر تنام فى قوقعتها تنتظر تعليمات كهنة الجماعة للدفاع عن «فرصتها الأخيرة» بينما تتصاعد ألسنة النيران وتنتشر رائحة الموت والغضب فى كل مكان فى مصر. وهنا لا بد من تذكير بكورس لوم الضحية أولا. إنه عندما قتل شباب الأولتراس فى بورسعيد خرجت أبواق الإعلام المنتمى إلى السلطة تنعق باللوم وإدانة الضحايا، نفس النعيق الذى نسمعه اليوم فى لوم ضحايا بورسعيد. يومها أذكركم أن بورسعيد كانت فخا للأولتراس. وأذكركم أيضا بأن المجزرة وقعت بعد أيام من إلغاء حالة الطوارئ، وفى سلسلة مدهشة من جرائم كلها كانت تنتظر إشارة بداية، وكلها جرائم تمثل صدمة من السطو المسلح على بنك أو شركة صرافة إلى ذبح شباب مثل الورد فى الملعب. إنها رسالة إلى كل مصرى: الثورة أصبحت خطرا عليك، الأمان فى مقابل التوقف عن الثورة، إنه لعب على أسطورة مصر أمن والأمان، وصنع نوستالجيا لا واعية لعصر الاستبداد. كأنه لا أمان بدون استبداد.. ولا استقرار بدون دولة أمنية. لعبة خطر حولت المتعة إلى طريق للموت، والقتل فى المظاهرات إلى مطاردة فى ملعب محاصر.. هكذا دفع الأولتراس ثمن صدامهم مع السلطة ووقوفهم فى صف الثوار. وهكذا توضع الجدران الشفافة بين المجتمع والحقيقة. جريمة تلو جريمة. ولجان لا تصل إلى شىء. مجرم مجهول لم تصل إليه أجهزة التحقيق. لتبقى التهمة معلقة على الجميع. من ماسبيرو إلى بورسعيد، وقبلهما جمعة الغضب قبل إزاحة مبارك. وبعدها جرائم جاهزة فى جِراب المستبد لعقاب الشعب على الثورة، كما يقول كل من هرب من خطابات الإعلام المتوازية مع عمل فِرق القتل فى جرائم تتم على جسر العبور إلى زمن ما بعد الاستبداد. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذبحة بورسعيد «2» مذبحة بورسعيد «2»



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib