هروب مطرب العواطف السياسية
الاتحاد الأوروبي يوصي شركات الطيران بتجنب المجال الجوي الإيراني السلطات اليابانية تُغلق مطار ميازاكي جنوب غرب البلاد جراء انفجار قنبلة بأحد ممرات الطائرات إيران تمدد قرار إلغاء جميع الرحلات الجوية في البلاد إصابة 180 راكباً على متن سفينة سياحية شهيرة بمرض مجهول الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 8 عسكريين وإصابة آخرين بجروح خطيرة في معارك لبنان مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم إسرائيلي على حي المزة في دمشق حزب الله اللبناني يُعلن تدمير ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا بصواريخ موجهة أثناء توغلها إلى بلدة مارون الراس جنوب البلاد الجيش العراقي يُعلن مقتل 4 جنود وأصابة ثلاثة آخرون في كمين من تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة كركوك قوات الدفاع الجوي الروسية تُسقطت صاروخين أوكرانيين في أجواء مقاطعة كورسك استبعاد الحكم فابيو ماريسكا من مباراة أيندهوفن وسبورتينغ لشبونة في دوري أبطال أوروبا بعدما هدد لاعباً عربياً بالقتل
أخر الأخبار

هروب مطرب العواطف السياسية

المغرب اليوم -

هروب مطرب العواطف السياسية

وائل عبد الفتاح

صوت محمود درويش وصلنى قبل صورته. استمعت فى الجامعة على شريط كاسيت إلى ملحمته «مديح الظل العالى» عن الخروج من بيروت 1982... أداء درويش يشبه المطربين الكبار.. حيث تترك الكلمات حفرا وندوبا على روحك وجسدك أحيانا. ما زلت أسمع صوت درويش رغم مرور ٢٠ سنة. مثل الحب الأول أو الاكتشاف الأول لمناطق سرية. كانت هذه روعة الشعر وصوته يقتحم الحصون الأولى لكل ما تعلمته... ورغم أن درويش كان عموميا فإننى شعرت أنه مكتشف فرديتى الخجولة.. وهى فردية تلهث وراء الالتحاق بجماعة تعرفت على نشيدها ونشيجها فى قصائد درويش، لكنها فى نفس الوقت تريد الانفصال عنها.

درويش كان مطرب العواطف السياسية.. لكنه طرب خاص. اختلط فى البداية مع أصوات أخرى فى الكورس الفلسطينى.. وسرعان ما انفصل وحده.. بصوت نقل العواطف إلى منطقة أعمق.. سرق فيها فرديته خطوة خطوة.. وسربها إلى مغرميه.. الذين لم يكتشفوا سرها إلا بعد سنوات طويلة... حينما أفشى درويش أسرار السرقة سرا سرا.

عرفت درويش مع سميح القاسم، توأم الشعر الفلسطينى، لكنهما افترقا عندما أدركت أن درويش ليس محترف منشورات ثورية فقط، وأنه هارب محترف من إغراء الحبس فى قوالب «مغنى الثورة». «شاعر القضية»... ورغم عشقه لصوره على الجدران الأنيقة.. فإنه يهرب منها.. كما هرب من عاشقاته... وبيوته المستقرة.. نسى درويش أنه تزوج مرتين: الأولى من الشام وهى ابنة أخت نزار قبانى مرشده الأول إلى الشعر الحديث واللغة الراقصة.. المحطمة لجمود اللغة والقوافى. والثانية مترجمة مصرية التقى بها فى أثناء إقامته فى القاهرة (1972) حين هرب من الإقامة الجبرية وحصار الحركة داخل فلسطين.. هرب من الحصار والنجاح «المبستر» كما وصفه النقاد وقتها للشاعر الذى كتب «أوراق الزيتون» (1964) و«عاشق من فلسطين» (1969).. لكنه ظل مطالبا حين يخرج من بيته إلى مدينة أخرى فى وطنه بالحصول على تأشيرة.. هرب درويش من الحصار فى فلسطين.. ولم يرضَ بحصار الزوجة والبيت فى القاهرة... انحاز إلى طبيعته فهو يحب الحب نفسه... مغروم بالغرام، أو كما قال مرة: «أحب أن أقع فى الحب، السمكة علامة برجى (الحوت)، عواطفى متقلبة، حين ينتهى الحب، أدرك أنه لم يكن حبا، الحب لا بد أن يعاش، لا أن يُتذكر…».

الحب هو مقامرة تسترعى كل حواس الشاعر.. لكن الزواج قيد يساق إليه العاشق بنصف وعى وربع إرادة... ودرويش تغويه الإطارات الاجتماعية الجذابة... كان يستجيب فى البداية... يتلذذ بمتعة عمومية.. لكنه يتسلل كما فعل أول مرة مع عائلته ليعود إلى أرضه التى أصبح غريبا فيها.

متسلل يخرج حين يرفض الجميع خروجه. وكما لاحقته اتهامات الخيانة لأنه خرج من فلسطين إلى القاهرة.. ظل درويش يخرج من صورة إلى صورة ومن مدينة إلى مدينة ومن حالة شعرية إلى أخرى... حتى أصبح الخروج أسلوبه فى الحياة.

جرب درويش ألعاب الخيانة كلها.. خان فرديته وأصبح شاعر القبيلة فترات يغنى على هواها ويجمع جنودها على إيقاعه العالى... وخان انتظارات الجنود حين نزل من على صهوة جواد النبوة، وكتب عن الحب والوجود.. والفرد الغريب الهارب من قبيلته.

أراد الجمهور أن يسجن درويش فى حالة الطرب السياسى... لكنه بعد «ورد أقل» (1986) فتح مدنا جديدة فى الشعر... تحولت المنشورات الثورية والبكائيات إلى حكايات شخصية جارحة.. أساطير صغيرة... وأغنيات لا تسمع طربها عاليا.. الجمهور أصر على إعادة سماع الأغنيات القديمة... الجمهور اتهم المطرب بالخيانة.. لكنه لم يرضخ... وقاد الجمهور إلى حياة جديدة… وقاده الجمهور إلى موقع على قائمة «نجوم الشباك» من الشعراء، رغم أن موهبته حاولت الهروب من ذلك المصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب مطرب العواطف السياسية هروب مطرب العواطف السياسية



GMT 22:51 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

سيرة التعب

GMT 22:49 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

من حسن نصر الله لهاشم صفي الدين

GMT 22:47 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كلا... إيران لم تبع حسن نصر الله

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 22:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان.. هل تعود الدولة؟

GMT 22:37 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار الدولة الوطنية العربية!

GMT 22:35 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أى حزب.. وأى لبنان.. وأى إيران؟

GMT 22:32 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هنا كان نصر الله

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء
المغرب اليوم - قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح
المغرب اليوم - أفكار لتزيين الحمام بأسلوب عصري ومريح

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هند صبري تتألق بجمبسوت أنيق باللون الأحمر

GMT 09:34 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة سمية الخشاب تحل ضيفة على برنامج "أنا وأنا"

GMT 14:49 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة داخل حي الإرشاد في مدينة القنيطرة

GMT 19:13 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

رش "سائل حمضي" على مدير في شركة طاقة ألمانية

GMT 02:49 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على الأسعار الجديدة للتبغ والمعسل في المغرب

GMT 19:12 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

فلاي دبي تعتزم شراء 175 طائرة من بوينغ

GMT 04:59 2015 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

فوائد نبات اللبلاب لعلاج إلتهاب الشعب الهوائية

GMT 09:33 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تنسيقات أزياء عصرية مع موضة الجلد لشتاء 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib