قبل قليل من الحالة الأرجنتينية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

قبل قليل من الحالة الأرجنتينية

المغرب اليوم -

قبل قليل من الحالة الأرجنتينية

وائل عبد الفتاح


.. إذا لم تتأمل فعلى الأقل ستندهش قليلا بعيدا عن النفايات المتلفزة أو المكتوبة أو الخارجة من مكاتب مسؤولين ندفع من أموالنا مرتباتهم، ويتعاملون معنا معاملة الأسياد للعبيد. أتحدث عن كمّ الدهشة فى قصة قتل طالب «هندسة عين شمس» إسلام عطيتو.

1- «الداخلية» بدأت القصة بلغة اليقين وامتلاك الرواية الوحيدة/ الحاسمة الباترة فى اختفاء طالب جامعى قالت عنه بالنص فى بيانات رسمية «أمكن تحديد مكان اختباء أحد عناصر لجنة العمليات النوعية المتورطة فى الحادثة وهو (الإخوانى/ إسلام صلاح الدين أبو الحمد عطيتو) فى أحد الدروب الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثانى التجمع الخامس.. وحال مداهمة القوات لمكان اختبائه بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، فقامت القوات بمبادلته إطلاق الأعيرة النارية مما أدى إلى مصرعه وضبط السلاح الآلى الذى كان يستخدمه..» (بالنص فى 20 مايو).. ثم انتقلت إلى لغة الشك والبحث عن روايات أخرى وقالت مصادرها للصحف: «سنفحص واقعة مقتل (طالب الهندسة).. وسنحاسب المتورط (إنْ وجد)». الفارق بين اليقين والشك أيامٌ، بل ساعات كان المؤثر فيها إصرار اتحاد طلاب كلية الهندسة على إجلاء الحقيقة باستخدام كل الطرق السياسية السلمية ومنها «الاستقالة..».

2- هناك إذن «كيان» فى «جامعة» أصر على أداء مهمته (أو الانسحاب) كما يقول بناء المؤسسات الجامعية الحرة، وليس كما يملى عقل السيطرة/ والقمع/ والسمع والطاعة، مجرد دفاع الكيان (اتحاد طلاب منتخب) عن مهمته (الدفاع عن حقوق الطلاب وحياتهم، وليس مجرد تنظيم رحلات وحفلات تمجيد الطغاة..) أربك هذا العقل، وفكك روايته.

3- فى المقابل تنازل الجميع عن مهماته ليكون مجرد بوق دعاية لهذه الرواية المشكوك فيها، بما فى ذلك رئيس جامعة عين شمس ونائبه، اللذان ردَّدا الرواية بيقينها وتأكيدها كما فى تصريحات الدكتور عيسى رئيس الجامعة، من أن الطالب «أحد أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، وأنه هارب من بيته منذ فترة» (موقع «مصراوى» 21 مايو) هكذا دون أن يتحقق/ أو يفكر فى رواية الداخلية/ كأنه وُجد فى مكانه ليصدق، أو كأنه فى مكانه ليصدّق أىَّ رواية من الجهات التى تشرف على تعيينه (هذه إحدى روائع وعجائب التعيين الأمنى لرؤساء الجامعات فهم أول من يسمع ويطيع، أول من ينفّذ ويلغى العقل أو التفكير، لصالح التعليمات والأوامر..).

4- الصحف والمواقع التى نشرت الأخبار استخدمت تعبيرا غريبا وهو «التصفية» لتصف ما حدث مع الطالب. وحسب تاريخ هذا الوصف فإنه يُستخدم فى «حرب عصابات..» أو «عمليات خارج القانون»، لا فى مهمة من جهاز تابع للدولة مهمته تنفيذ القانون. هذه الكلمة تكشف عن تفشّى نفسية وروح انتقامية، تثير القلق على الأمن لأنها تعبر عن انفلات يجعل صحيفة مثلا تستخدم تعبير «الثأر..» لنفس الحادث الذى يعتبر فى العرف الإنسانى جريمة مروّعة. وفى التاريخ السياسى علامة على توحش الأجهزة الأمنية (استدعت نماذج منها الأرجنتين أيام حكم الجنرالات حين كان يُخطف الناس من أماكنهم ويُقتلون ويُلقون فى الصحراء، وكانت تُسمَّى رحلات الموت).

5- لا أعتقد أننا وصلنا إلى المرحلة الأرجنتينية، لكننا ننزلق إليها بقوة، مع هذا المناخ الهستيرى، ولولا وقوف الطلاب دفاعًا عن زميلهم، لكانت رواية «الداخلية» مرت كما تمر روايات أخرى تعتمد على رعب الناس من الإرهاب وعدم تدقيقهم فى الحبكة الركيكة، لكنها من ناحية أخرى يمكن أن تكون محاولة تجريبية لاعتماد أسلوب «التصفية» و«الثأر» وتمرير «رحلات الموت..» على اعتبار أنها «شىء عادى» فى إطار حرب مع الإرهاب، وبدلا من أن تديرها الدولة بالقانون فإنها تحتكم إلى الهوس بالقتل والانتقام.

ملحوظة: إذا انزلقنا إلى الحالة الأرجنتينية، فالقتل والتحول إلى ضحية لن يستثنى أحدا، ولهذا فقط استسلم قليلا للدهشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل قليل من الحالة الأرجنتينية قبل قليل من الحالة الأرجنتينية



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib