زمن البيروقراطي السعيد
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

زمن البيروقراطي السعيد

المغرب اليوم -

زمن البيروقراطي السعيد

وائل عبد الفتاح


نحن فى زمن البيروقراطى الصغير. هو المنتصر الوحيد بعد أربع سنوات من الخروج الكبير من أجل التغيير بكل ما يحمله ذلك من معنى، وما تلاه من محاولات شيطنة التغيير.

لم ينتصر من التغيير سوى هذا البيروقراطى الصغير.. محدود الإمكانات والعقليات المنبهر دائمًا، الذى يمتص، رغم ضآلته، كل طاقة البلد (دولة ومجتمعًا).

والبيروقراطى الصغير نشيط هذه الأيام، يحاول استعادة مكانته المرتبكة بعد يناير ٢٠١١، ويوسعها بعد أن سقطت آلهة البيروقراطية وكهنتها الكبار مع مبارك، أو على الأقل دخلوا كهوفهم، بعد أن اكتشفوا أن اللحظة أكبر منهم.

البيروقراطى الصغير، ولأنه يعيش فى مفاصل الدولة، فإنه ينمو ويترعرع بين شقوقها، معليًا من جانب التنفيذ على التفكير والرؤية.

إنهم يبحثون عن إنجاز ولو كان كارثة أو بناء على أطلال.

ولا أتذكر المناسبة التى قال فيها المهندس محلب كلامًا مثل «كل شوية يطلع حد ويقول عاوزين رؤية، عاوزين رؤية، طيب يا سيدى الرؤى متكدسة فى الأدراج، المهم التنفيذ».

لكنها كلمات تعبِّر أصدق تعبير عن العقلية الحاكمة، ليست عقلية المقاولين بالضبط، لكنهم مقاولو زمن مبارك، حيث الزمن زمنهم، يبنون على أطلال دولة ارتبكت بين مرحلة صناعة «أوروبا فى الشرق»، بما يعنى ذلك من بناء المدن بهذا الولع بأوروبا ومعمارها، ومرحلة قيادة العالم الثالث، بنزعاته الشمولية، ومعماره السوفييتى تقريبًا.

ولا بد فى بلد يقوده البيروقراطى الصغير أن تكون دبى هى مدينة الأحلام، بالنسبة إليه ولجمهور ينبهر بالفخامة، والقدرة على بناء ناطحات سحاب فى الصحراء.

جمهور الانبهار قطاعات متراكمة، أولها البرجوازية.. قَلِقَةٌ على أخلاقها الجديدة، وبعد رحلة قصيرة من الإعجاب بالموديل الأوروبى المتحرر، المتمرد على التقاليد «الشرقية» والمسافر إلى محطة أخرى من ثقافة الفرد وحريته ومدنية تضع قانون أخلاقها بمعايير أكثر اتساعًا وميلًا للحرية الشخصية.

البرجوازية المصرية تعود إلى أخلاقها مصحوبة بشعور من العار، تبحث عن انبهار بمكان آخر، وهذه المرة تنبهر بالموديل الخليجى، تسمع فى شوارع القاهرة: «يا ريت تبقى الشوارع واحترام المرور زى السعودية».. أو «هو فيه أحلى من دبى وعمارات دبى ومولات دبى»، وفى ما يبدو أن الانبهار بموديل دبى إلى الحدود الاجتماعية بعد الهوس بالأبراج والشوبنج وأحيانًا بكوزموبوليتانية الحياة المفتوحة متعددة الثقافات (يعيش فى بعض الإمارات أكثر ٢٨٠ جنسية).

هل هذ الشكل الجديد من المدنية المتعددة أو (الكوزموبوليتانية) بعد الإسكندرية؟

وهل الإسكندرية كانت «كوزموبوليتانية»؟

ما تأثير المال على شكل المدينة؟ وهل ستصنع الثروات ما كانت تفعله الحضارة؟

هل يمكن أن تكون هناك مدن حاملة للحضارة ولا تنتجها؟ هل التعايش بين كل هذه الثقافات سينتج ثقافة مفتوحة؟

ما حدود الحرية وأشكالها وطريقة تنظيم الحياة فى مدن تتجه إلى عصر ناطحات السحاب دون العقول التى صنعت ناطحات السحاب؟

لماذا أصبحت دبى موديلا اجتماعيا ومعماريا؟

لماذا أصبحت المدينة الناعمة المقامة على سطح جاف لا يمتصها هى سقف الأمانى فى مدينة قديمة متعددة الطبقات الحضارية امتصت تربتها خصوبة تلاقح حضارات متباينة؟

لم يبق من الرغبة فى التواصل مع العالم إلا مجموعات تستوحى صورة دبى فى كل ما هو ضخم وفخم، تحاول أن تصنع مدينة من لا شىء تقريبًا.

مدينة مصنوعة يمكنها أن تبهر العين الفقيرة، أو التى تختصر الجمال فى الفخامة، والإبهار فى استعراضات تكشف عن ثروات وتشترى خبرات، لكنها تفتقر إلى شىء كبير.

دبى خدعة، ربما تكون جميلة، مثل ألعاب الملاهى، لكنها تمثل أزمة المجتمع فى الخليج الذى يستهلك أعلى إنجازات الحضارة، ولا تتطور معها العقليات والنظم الاجتماعية.

هكذا تبدو الحرية فى دبى قشرة، لا يجتهد أحد فى تحويلها إلى جدل وأفكار وثقافة فاعلة.. إنها جزيرة الاستهلاك الكبرى التى تبهر كل صغير وشاعر بالضآلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن البيروقراطي السعيد زمن البيروقراطي السعيد



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib