اسرقها وتوكَّل
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

اسرقها.. وتوكَّل!

المغرب اليوم -

اسرقها وتوكَّل

وائل عبد الفتاح


أنبش فى هذه الحكاية لعدة أسباب:

1- أن هناك مشروعا الآن لإعادة ترميم متحف محمود خليل وحرمه.

2- الترميم ومن سوابق مفجعة هو مجرد إعادة طلاء الواجهات أو ترخيم (من الرخام) الأبنية، وليس إعادة بناء تاريخ وروح تراكمت تحت خرابات البيروقراطية العطنة.

3- الأمر ليس متحفا تعرض فيه لوحات أو تواريخ بليدة، لكنها ذبذبات تعيش المدن عليها.

4- قوارض الدولة التى التهمت التاريخ فى سجلات حكومية أو بالجهل الفخور بعصاميته، تقتلنا فى العمر ألف مرة، وما زالت كل الأمور فى أيديها.

5- غارات داعش فى تدمير رسائل الناس التى عاشت قبلنا مفهومة ويمكن التصدى لها، أما غارات القوارض المتوحشة التى تلتهمنا ببطء فتحتاج إلى انتباه من نوع آخر.

والآن إلى حكاية اللص الوطنى الطيب..

لصوص طيبون، هذا ما تحلم به أحيانا عندما تغلق السموات أبوابها عن أمنيات صعبة، وتصبح الأرض ملعبا لمباراة فوق طاقة البشر المستسلمين للأقدار، استسلام الانتهازى المتواطئ الباحث عن فرصة. هنا يظهر اللص الطيب كفيلسوف أو حكيم غادر موقعه ليدخل فى اللعبة، ولا أعرف من أين أتت الحالة التى جعلت قطاعا لا بأس به ينتظر أن يكون اللص الذى سرق لوحة زهرة الخشاش وطنيا. يصحو ضميره ويعيد اللوحة إلى متحف محمد محمود خليل الذى تبرّع بالقصر إلى الدولة، والدولة حوّلته إلى جنة اللصوص، كما ظهر عندما سرقت أغلى لوحة فى العالم بطريقة بدائية أو بطريقة أوحت بأنها خطة رأس كبير من رؤوس نظام مبارك الذى سقط بعد عملية السرقة بفترة قصيرة جدا.

محمد محمود خليل، نفسه شخص غريب من نوعه، كان وزيرا للزراعة فى حكومة النحاس، ورئيسا لمجلس الشيوخ مرتين، لكن شهرته كانت فى الفن، والهوس بتلك الطاقة التى تجعل قطعة قماش أو خشب أو ورق، نابضة بالحياة.

الباشا المهووس بالفن تبرّع بالقصر والرئيس حوّله إلى مخزن، وليس غريبا هنا أن يسرق اللصوص نفس اللوحة مرتين، بينما الموظفون بدم بارد يقولون إن الكاميرات معطلة، لماذا فتحتم المتحف دون كاميرات؟ وكيف عبر اللص الحواجز بمشرطه؟

اللصوص كما بدوا فى قصة سرقة زهرة الخشخاش هم الظرفاء الوحيدون، اختاروا توقيتا غريبا لسرقة لوحة فان جوخ الشهيرة فى عز الظهر، حسب التعبير المصرى الذى يشير إلى أنها لم تكن سرقة معتادة، تتم فى سترة الليل وعتمته، ولكن فى وضح النور الساطع، وتحت أعين لم يرهقها بعد تسلل النوم.

هل اختار اللص الوقت؟ هل كان واعيا باللحظة التى يعود فيها المصريون إلى القرون الوسطى الحديثة، ويجبرون على الحياة فى رومانسية الشموع (كنا بدأنا وقتها نعرف ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة)، ويمرون بتجربة العطش المفتوح (وكان الماء الذى يصل البيوت يدخل أزمته المستمرة للآن)، والسير فى شوارع معتمة (.. وهذا انهيار مستمر من وقتها)؟

اللص ظريف، ولديه حس مصرى ساخر، وإن لم يكن مصريا، يعرف جيدا أن المصرى فى رمضان كسول، مشغول برغبات حائرة، ومحاصر بمسؤوليات تتضخم بشكل خرافى، ولا ملجأ من كل هذا إلا الهروب إلى مزيد من الإفراط فى العبادة، اختار اللص وقت صلاة الظهر، ليقيم مسرح جريمته، احتفالا بالخروج الثانى للوحة.

"زهرة الخشخاش" اختفت فى منتصف السبعينيات، وعادت بشكل غامض، والبعض ما زال متأكدا أن النسخة العائدة مزورة، وأن الأصلية ما زالت لدى سارقها الأول.

العبث اكتمل فى لحظة وصول النائب العام إلى المتحف، وانهيار تمثال كيوبيد الموضوع فى المدخل، التمثال تحطم إلى قطعتين حزنا على اللوحة ، كما سخر المتابعون لتسلسل قصة زهرة الخشخاش .

اللص الطريف ما زال يستمتع حتى الآن بكل الروايات المتضاربة، وغالبا لن تستيقظ الروح الوطنية عنده كما حدث فى فيلم حرامية فى تايلاند ويعيد اللوحة بعد بيعها.. إنه سيبيعها إلى مَن يعرف قيمتها أو على الأقل ثمنها، وهو فاز بلذة المغامرة.. مغامرة سرقة غارقين فى بركة تتسع كل يوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسرقها وتوكَّل اسرقها وتوكَّل



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib