اتركونا نعيش
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

اتركونا نعيش

المغرب اليوم -

اتركونا نعيش

وائل عبد الفتاح


الهيستيريا تلتهم كل شىء..

كابوس..

الدم يحتل المشهد بضراوة..

جنون دموى..

القتل يبرر بسهولة.. منظومة العدالة تدمر نفسها باسم الحفاظ على الدولة.. والإرهابى يقضم مسرحه الاستعراضى متجولا كأن الدولة تغيب بالكامل.. تغيب بمعناها الرمزى بعد غيابها الواقعى.

المؤسسات التى انشغلت عن مهام الأمن أو العدالة.. أصبحت صيدا للإرهابى.. صيدا سهلا.

والإجرام مبرر بالمظلومية.. كأن المرسى الذى كان سيذهب ببؤسه، وفشله، وسلطويته الخائبة، سيعود بمظلوميته وتحويله إلى ضحية هيستيريا يبدو أن لا أحد قادر على وقفها.

ندخل كل يوم مستوى جديدا من مستويات كابوس عميق.. نحن جميعا/... أقصد جميعا.. على اختلاف مواقعنا وأحلامنا ومصالحنا... نحن جميعا فى انتظار شىء ما سيحدث.. كأنه معجزة/ أو نقمة تسقط من السماء.

وهذا أمر لا يعنى السماء.. ولا من فعل الطبيعة.. لكنها لحظة تمتزج فيها التواريخ بالسياسة/ والمثاليات بألعاب ترويض الشعوب../ والثورة بسيرك ينتظر ساحره/ أو يتعلق بذيله لينقذه من الرعب القادم.

الانتظار له علامات تقتل الروح/ تعطل العقل/ تجعل النظر مشوشا.. والأهم أنه يسرق نصف الإرادة/ويبقى الهواجس فى مصاف واحد مع الأفكار.

إنها المؤامرة الكاملة..

كابوس نعيشه يوميا/ ونفكر فيه ونحلله ونحن ما زلنا فى قبضته... كيف نفلت؟

ربما هذا هو السؤال القاسى/ المرعب.

هل نسافر بعيدا عن عالم السياسة؟ هل ننسى إنسانيتنا ونمنح صكوكا على بياض للمذابح؟ هل نقف مع الإرهاب لأن القوة التى تواجهه لها تاريخ معنا فى القمع والقهر واستعراض عضلات الإذلال؟ أم نتحمل انتقامها المصاحب للمواجهة حتى يمر الكابوس؟

وهل هناك كابوس أكثر من التعود على الدم والحياة بجوار الجثث والخوف من الانفجار المختبئ فى مكان اختاره مغامر أو مقاتل يحقق إيمانه بقتلنا؟

هل هناك كابوس أكثر من أن أمراء الإرهاب/ قاتلينا/ يصنعون مظلومية لأنهم لم ينجحوا فى حكمنا/ويفشلون فى قتلنا/ ويريدون أن نتعاطف مع حقهم فى إقامة عدلهم الخاص: إما السلطة أو القتل؟

هل هى ضريبة سنعبر بعدها إلى عالم أفضل؟

من يضمن لنا؟

وماذا سيتبقى منا بعد أن نتورط فى حرب لم نأخد حذرنا منها ونحن نطلق أحلامنا فى الحرية والعدالة والكرامة.

العقل يقول: لا مستقبل لهذا البلد/ ولا خروج من الكابوس إلا بالحرية والعدالة.

ومن قال إن للعقل صوتا/ أو اعتبارا فى لحظة الهيستيريا الجماعية المدمرة للجميع/ فعلا للجميع.. باستثناء طبعا القوارض التى تعيش على الجثث/ وتلهو فى أماكنها أعلى قمم النفايات.

من قال إنه ليس مهما أن تلتقط قطعة من الكعكة الآن لأنك ستفقدها بعد قليل.. فالرياح أقوى من كل القراصنة/ والموجة أعلى مما يمكن أن يسيطر عليه قوى أو جبار.

نحن فى انتظار ما لا يجب انتظاره.

بينما الخروج من الكابوس يتطلب إعلانا شجاعا بأننا جميعا فى حاجة إلى قانون للحياة/ لن نتخلص من أمراضنا ولن نصبح ملائكة/ ولا ديمقراطيين/ ولا عصريين/ لكننا نريد قانونا للتعايش بين من تعايشوا تحت القهر/ وانفجروا بالحرية/ وتتنافس على قمعهم كيانات سلطوية.

نريد الحياة..

ونحلم بالسعادة..

وهذا ليس ترفا.. لكنه حد أدنى.. وصلت إليه مجتمعات العالم عندما أكلتها الحروب والنزاعات القاسية.. ووصلوا إلى معادلة: إنهم لن يغيروا ما بأنفسهم.. لكنهم سيضعون قواعد/ عقدا اجتماعيا/ وثيقة تعايش/قانونا للبقاء/ يضمن للجميع فرصة لحياة مشتركة لا تخضع للوصاية، ولكن لاحترام «المجال العام» أى الذى نعيش فيه.. يمكنك أن تملأ بيتك بالقاذورات، لكن عندما تصل جراثيمك إلىَّ فهناك قانون يحمينى منك.

وهنا لا بد أن يصمت قليلا من يروجون لعباداتهم فى دعايات أنيقة.

مندوبو مبيعات الوصاية والتسلط لا دولتكم التى تنشرون عبادتها تصلح للمستقبل..

كما أن تنظيمات احتكار الطريق للجنة.. لا جنة معها ولا طريق.

أنتم فاشلون.. اتركونا نعيش..

أنتم كابوسنا..

أنتم أيها السلطويون الأوصياء.. مرضنا الخبيث الذى يجب أن نواجهه بشجاعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتركونا نعيش اتركونا نعيش



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib