فاروق جويدة
وصلتنى هدية جميلة من أبناء الراحل الكبير د. يوسف عز الدين عيسى وهى روايتان تحمل الأولى عنوان الواجهة .. وتعالج قضايا الحب والزواج .. والرواية الثانية هى آخر ما كتب وتحمل عنوان عواصف .. وهى دراسة نفسية تغوص فى اعماق البشر.
والدكتور يوسف عز الدين عيسى عالم جليل جمع بنبوغ نادر بين العلم والأدب كان أستاذا بكلية العلوم فى جامعة الإسكندرية التى اختارها منذ بداياته وطنا ومقاما .. وشارك فى إنشاء جامعتها العريقة .. وهو أول من كتب المسلسل الاذاعى وقدم فى هذا المجال أكثر من 400 مسلسل .. وكتب الرواية التى جمعت بين التحليل العلمى والأسلوب الادبى الرفيع .. وكتب الشعر ايضا .. وكانت كتاباته تتمتع برشاقة ورقة وإحساس صادق وقد تطوعت لغة العلم بين يديه خاصة فى جوانب التحليل النفسى والاجتماعى وقد اقترب فى أحيان كثيرة من مناطق فلسفية تجاوز فيها حدود الزمان والمكان رغم انه من رواد الواقعية فى الأدب المصرى الحديث .. كان د. يوسف غزير الإنتاج يخوض فى كل المجالات كاتبا روائيا .. وصاحب مقال اسبوعى ثابت فى الأهرام وكانت له زيارة أسبوعية للأهرام يطوف فيها ما بين كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم ورفاق مشواره نجيب محفوظ وزكى نجيب محمود ويوسف إدريس وبنت الشاطئ وصلاح طاهر وكان توفيق الحكيم يقدره كثيرا كاتبا وإنسانا.. وكان الصديق صلاح منتصر من المقربين إليه .. وقد اختار الإسكندرية ولم يغادرها حبا وعشقا وكانت الإسكندرية البشر والشواطئ والأماكن تشعر بانتماء شديد لواحد من أشهر أبنائها فى العلم والأدب .. كان يزورنى فى رحلته الأسبوعية فى الأهرام ونقضى معا وقتا جميلا فى الحوار ما بين الشعر والحياة وكان غزيرا فى ثقافته ومعارفه وحكاياته محبا للأدب عاشقا للعلم متفردا فى رؤاه وقناعاته .. تذكرته هذا الأسبوع وانا لا أنساه وقد عشت مع آخر رواياته وأطلت مع كلماته صورة جيل عبقرى منح هذا الوطن القدر والمكانة وجعل من ابداعات ابنائه صورة من صور الابداع الخلاق والثقافة الملهمة .. والتاريخ الجميل.