فاروق جويدة
بعد أن وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد كان هناك وعد دولي بقيادة امريكا للبدء فى مشروع مارشال لبناء الاقتصاد المصرى اسوة بما حدث مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية
وكانت الوعود أن تقام مشروعات ضخمة فى مصر لتعويضها عن سنوات الحروب التى خاضتها ودفعت فيها دماء أبنائها وثروة شعبها..ثم شهدت مصر مؤتمرا فى شرم الشيخ قيل يومها ان حجم الدعم فيه لن يقل عن 10 مليارات دولار.وتراكمت الخطط والبرامج التى تسعى لتحقيق طفرة اقتصادية فى عهد السلام وللأسف الشديد أن كل هذه الوعود بقيت حبرا على ورق ولا اعتقد ان الحكومة الحالية يمكن ان تقع فى اخطاء الماضى القريب والبعيد نحن امام مجتمع يعيش حالة حرب حقيقية ضد الإرهاب وعلى العالم ان يدرك هذه الحقيقة وان يقف معنا لان الإرهاب لا يهدد مصر وحدها ان هذا الشبح المخيف يهدد الحضارة الإنسانية كلها..هناك دول شقيقة أدركت هذه الحقيقة وتعاملت معها بصدق ومواقف حقيقية وهى دول الخليج العربى السعودية والإمارات والكويت والبحرين ولكن هناك دول اخرى مازالت ترفع الشعارات رغم ان الإرهاب يدق ابوابها يعلن كل يوم ان له اطماعا لن يتخلى عنها..ان جنوب أوروبا فى ايطاليا وفرنسا واليونان واسبانيا هذه الدول يمكن ان تجد نفسها فى لحظة أمام حشود الإرهاب القادمة من أكثر من مكان..ان مصر تخوض معركة ضارية من اجل تحرير سيناء من الإرهاب وقدمت مصر أغلى الرجال من شبابها فى الجيش والشرطة كما أن اقتصادها تحمل ومازال يتحمل اعباء هذه المواجهة وعلى العالم وهو يجتمع فى شرم الشيخ أن يدرك أن الخطر لن يترك أحدا وان نيران الإرهاب يمكن ان تمتد وتحرق اوطانا وشعوبا كثيرة وقبل هذا كله فإن على الدول المشاركة فى شرم الشيخ ان تواجه دولا اخرى فى المنظومة العالمية تؤيد الإرهاب وتشجعه وتقدم له المال والسلاح..ان الإرهاب يحارب بأموال شعوب مغلوبة على امرها وهذه الشعوب احق بمواردها كما ان الغرب لا يمكن ان يتبرأ من صفقات السلاح الذى يباع للإرهاب نحن امام قضية معقدة فى اطرافها.