من منا احترق

من منا احترق

المغرب اليوم -

من منا احترق

فاروق جويدة


سألتنى كيف ترى حواء؟ قلت : المرأة ثلاث امرأة من نار وامرأة من نور وامرأة من رماد.. المرأة النار لا تقترب منها كثيرا وكن على حذر من تقلباتها .. اذا اقتربت كثيرا أحرقتك وإذا ابتعدت كثيرا افتقدت حرارتها، والمهم ان تبقى دائما بين بين فلا، هى أحرقتك ولا أنت افتقدت دفء مشاعرها.
أما المرأة النور فهى مخلوق سماوى يسير على الأرض، ولكنه يمتد إلى ابعد نقطة فى السماء إن لها روحا تتجاوز حدود البشر وهى تحب الحياة وتحب كل شئ فيها وتستطيع أن تسعد كل من طاف حولها أو اقترب منها .. إنها لحظة الهداية ومنبع الضوء ومنظومة الحنان .. هذه المرأة النور تشاركك كل شىء وتجدها معك في كل لحظة وإذا غابت أظلمت الحياة وانطفأت أضواء الكون.

أما المرأة الرماد فهى امرأة قليلا ما تشعر بوجودها، إنها معك وليست معك ولا تجد لديها شيئا فلا هى النار التى تمنحك الدفء ولا هى النور الذى يمنحك الهداية .. إنها كائن موجود ولكنه لا يترك أثرا، تقضى معها الساعات والأيام بل السنين ولا يبقى منها شئ تذكره .. إنها رحلة قطار عابرة ترى فيها وجوها ولا يبقى أمامك وجه واحد بعد أن يصل كل إنسان إلى محطة الوصول .. كانت في الأصل حريقا وهدأت وكانت نوراً وانطفأت ولم يبق منها غير بقايا رماد وفى الرماد أحيانا نجد شيئا من ذكرياتنا التى احترقت وخلفت بعدها تجارب تفيدنا في رحلة الحياة .

قالت : وهل هناك امرأة استثنائية ؟

قلت : نعم إنها امرأة جمعت النار والنور والرماد .. أحيانا تراها جمرا مشتعلا وتشعر معها بأنها الحياة وأحيانا تراها نورا وتضئ أمامك الأشياء وأحيانا تراها هادئة مستكينة سعيدة راضية بكل شئ فتشبه الرماد، وإذا أحبت خرجت منها البراكين وانطلقت الزلازل واشتعلت النيران وتلمس النار بيديك وتراها قد تحولت إلى نور .. وتهدأ كل الأشياء بينكما فترى النار رمادا ولا تدرى من منكما احترق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من منا احترق من منا احترق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

GMT 21:22 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سألوا الناخب.. فقال

GMT 21:20 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديمقراطية على المحك!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:35 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 15:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يتطلع إلى التعاقد مع الألماني توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib