فاروق جويدة
اتصلت بى سيدة فاضلة وأخبرتنى بأن ولدها حصل على درجة الدكتوراه من أكبر جامعات كندا فى الهندسة وكانت تنتظر عودته بعد سنوات غياب طالت .. ولكنها فوجئت به يخبرها بأن حكومة كندا منحته الجنسية الكندية ووفرت له عملا مناسبا مع السكن والسيارة وأنه قرر ألا يعود إلى مصر .. وأكد الابن المغترب أن هذا ما حدث مع عدد كبير من المصريين الذين يدرسون فى كندا ،حيث قررت الحكومة منحهم الجنسية الكندية وتوفير العمل المناسب لكل واحد منهم .. والغريب فى الأمر أن حكومة كندا اتخذت هذا القرار بالنسبة لجميع الدراسين المصريين فى جامعاتها .. وأقول .. أنا حذرت منذ فترة قصيرة بأن أعدادا كبيرة من شباب مصر المميزين اتجهت أخيرا للهجرة وأن أفضل العناصر البشرية فى صفوف الشباب فضلت الرحيل أمام حالة الفوضى وعدم الاستقرار التى عاشتها مصر فى السنوات الماضية، وقد طالبت الدولة برصد هذه الظاهرة ومتابعة ما يحدث بين صفوف الشباب خاصة أصحاب التخصصات والقدرات الخاصة .. على الجانب الآخر أين سفاراتنا فى الخارج والمراكز الثقافية والتعليمية خاصة أن أعدادا كبيرة من الدراسين ينتسبون إلى الجامعات المصرية وأن هذه الجامعات تتحمل نفقات تعليمهم وهناك التزامات بالعودة .. لا ينبغى أن نترك شبابنا الواعد يقع فريسة مؤسسات دولية كل هدفها الحصول على القدرات البشرية المميزة من كل مكان فى العالم .. إن هؤلاء الشباب يبحثون عن مستقبلهم وكل واحد منهم يسأل نفسه لماذا أعود وأين العمل المناسب والسكن والأسرة والأحلام ولهذا يفضلون البقاء فى بلاد توفر لهم شيئا من الأمن والاستقرار وتحقيق الأحلام .. إن ثروة مصر البشرية هى أغلى ما نملك وينبغى ألا نتركها تقع فريسة مجتمعات أخري.. أطالب اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للإحصاء بأن يقدم لنا تقريرا بأعداد الشباب الذين هاجروا فى السنوات الأخيرة والدارسين والباحثين فى الجامعات المصرية الذين رفضوا العودة بعد حصولهم على الدرجات العلمية من الخارج .. قضية الشباب ينبغى أن تأخذ الاهتمام المناسب من كل مؤسسات الدولة لأنهم جزء من المستقبل إذا لم يكونوا المستقبل كله.