فاروق جويدة
موقف غريب يخلو من اللياقة تعرض له بعض الأشقاء السعوديين حين رفض احد المطاعم فى مدينة الشيخ زايد دخولهم لأنهم يرتدون الزى السعودى.. وهناك عشرات بل ملايين المصريين يرتدون الجلاليب وهى تشبه الزى السعودى فما هو سبب هذه الظاهرة العنصرية الغريبة التى بدت فى سلوكيات هذا المطعم.. إن موظف الاستقبال فى المطعم حين رفض دخولهم برر ذلك بأن لديه تعليمات من إدارة المطعم ويجب ان تسأل وزارة السياحة صاحب هذا المطعم على اى أساس اتخذ هذا القرار.. إن فى ذلك اعتداء على حق السائح أيا كانت جنسيته وبلده وهى إساءة للعلاقات بين شعبين شقيقين ونحن حين نذهب الى السعودية نهبط بلد الحرمين فى ملابس الإحرام حجا وعمرة وكلنا يرتدى ملابس الحج.. ويلقى المصريون فى السعودية كل مظاهر الترحيب.. أن الغريب فى هذه القصة هو عدم دخول أصحاب الجلاليب وهذا ينطبق أيضا على المصريين هناك من علماء الدين الكبار من يرتدى الجلابية والطاقية وفى أماكن كثيرة فى ريف مصر ملايين المصريين الذين يرتدون الجلابية.. وأكثر من ذلك أن كثيرا من أعضاء مجلس الشعب يرتدون الجلاليب فهل قرار صاحب المطعم ينطبق على هؤلاء جميعا..لقد أحال السيد خالد رامى وزير السياحة هذا الموضوع للتحقيق وفى تقديرى أن هذا لا يكفى بل ينبغى إغلاق المطعم كإجراء تأديبى وحتى يكون درسا لهؤلاء الذين يسيئون للسياح ايا كانت جنسياتهم.. والسؤال الأهم هل يمنع هذا المطعم السياح الذين يرتدون الشورتات وربما المايوهات ما دمنا فى شهور الصيف وهل هناك علاقة بين هذا الموقف ودعوة خلع الحجاب وما أثارته من خلافات.. حتى الآن أمامنا الكثير لكى نتعلم كيف نتعامل مع ضيوفنا من السياح خاصة إذا تعرض الموقف لدول شقيقة وأصدقاء فى الوطن.. هذه الواقعة لا ينبغى أن تمر ببساطة وعلى وزير السياحة أن يكشف تفاصيلها لأن مثل هذه الأشياء الصغيرة تسىء لعلاقات وثوابت تاريخية بيننا وبين الأشقاء فى الدول العربية لا يكفى الاعتذار ولكن يجب أن تكون هناك مساءلة وعقاب.. ظواهر مخجلة للعنصرية تطل فى سماء مصر وبين أهلها..ماذا جرى للمصريين؟