فاروق جويدة
ثلاث جولات سياسية ناجحة خاضتها مصر فى اقل من شهر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى..وجميعها انجازات حقيقية..كان المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ أول هذه الجولات حيث شهدت مصر حشدا اقتصاديا دوليا لم تشهده من قبل وقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات على مشروعات كبرى مع عدد من الشركات العالمية..كانت الجولة الثانية هى المفاوضات حول سد النهضة فى الخرطوم واديس بابا ولا شك ان هذه الازمة تمثل تهديدا للامن القومى المصرى وقد توصلت هذه المفاوضات إلى مجموعة من المبادئ التى يمكن ان تكون اساسا لحل هذه المشكلة..كانت القمة العربية بهذا الحشد فى شرم الشيخ ورئاسة مصر لها انجازا كبيرا اعاد لمصر عمقها ودورها ومسئولياتها العربية فى هذه الظروف الصعبة..هذه الجولات الثلاث تمثل رصيدا حقيقيا فى مسيرة الرئيس السيسى وقد جاءت جميعها فى فترة زمنية قصيرة مما جعلها اكثر تأثيرا..ان المؤتمر الاقتصادى يمثل مرحلة جديدة من الانطلاق والعمل والنتائج وهو يضع الشعب المصرى امام مسئولياته فى اعادة بناء امكانياته وزيادة موارده والسير نحو مستقبل افضل ومع مشروع قناة السويس الجديدة ومجموعة القوانين الخاصة بتشجيع الاستثمار العربى والاجنبى والمحلى يمكن ان تشهد مصر مرحلة انطلاق جديدة..
ولا شك ان عودة مصر إلى دورها الافريقى كان من الاسباب الرئيسية للبدء فى حل ازمة سد النهضة ومع القمة العربية ورئاسة مصر للدورة 26 يمكن ان يقال ان مصر تعود إلى مسئوليتها عربيا وافريقيا وعالميا وان هذه الجولات الناجحة تخدم بعضها البعض..ان الوجود فى افريقيا يفتح الابواب لعلاقات اوسع وافضل كما ان عودة مصر إلى دورها العربى يخدم مصالحها بصورة عامة..هذه الانجازات السياسية والاقتصادية سوف تترتب عليها نتائج كثيرة اهمها ان العرب يواجهون مشاكلهم الحقيقية بحسم وفهم ومسئولية..ان المرحلة التى تعيشها المنطقة العربية تتطلب دورا مصريا مؤثرا وفعالا ونحن امام معارك حربية وصراعات تهدد الامن القومى العربى وامام انقسامات داخلية وخلافات دينية وعقائدية فى اكثر من دولة واكثر من مكان ولا شك ان الدور المصرى اصبح مطلوبا فى كل هذه الظروف على المستوى السياسى والدينى والفكرى وهذا قدر مصر.