فاروق جويدة
طالبت الأخوة الإعلاميين أكثر من مرة بأن يبتعدوا عن صفوف الفتوى فى مجالات لا يفهمون فيها وقلت أن قضايا الدين ليست مشاعا لكل باحث عن الشهرة أو الأموال أو ينفذ أجندات مشبوهة .. وقلت يجب ان نفرق بين الدعوة إلى خطاب دينى متوازن وبين العدوان الغاشم على ثوابت الدين.
وقلت اننا نعيش عصر التخصص ولا يجوز ان يقوم سباك بإجراء جراحة لمريض فى احد المستشفيات أو ان يقود نجار فرقة موسيقية فى دار الاوبرا .. وقلت ان الصحفى يختلف تماما عن رجل الدين وان الطبيب يختلف تماما عن ماسح الاحذية وهذه ليست اهانة للسباك أو النجار أو ماسح الاحذية ولكن الملاحظ انه فى ظل الفوضى الإعلامية التى يعيشها الاعلام المصرى حيث لا ضوابط ولا علم ولا ثقافة ولا قواعد مهنية تجرأ البعض واقتحم الشاشات واصبح من السهل ان تسمع احط الكلمات واسوأ الشتائم وان نرى مجموعة من الارجوزات كل ليلة يخربون عقول الناس ويفسدون حياتهم .. لا افهم ان نشاهد شخصا يخطئ فى قواعد اللغة العربية يحاول ان يفسر القرآن أو فنانا لا علاقة له بالثقافة يهاجم رمزا دينيا أو يسخر منه..
ليس معنى أصلاح الخطاب الدينى ان نترك كل من هب ودب يفسر ويحذف ويتطاول بلا حياء على رموز دينية عظيمة أرجو من الاخوة الإعلاميين وهذه دعوة أخيرة أن يكفوا عن العبث فى معتقدات الناس لأن هذا سوف يصل بنا إلى طريقين متعارضين زيادة نسبة الإلحاد وكراهية الأديان أو التعصب الاعمى الذى قد يصل إلى العنف والإرهاب .. ان يتحدث الاعلاميون فى شئون الكرة والفن والرقص الشعبى وغير الشعبى أو برامج التسلية والمسابقات فهذه أشياء لا تحتاج للثقافة أو الفكر اما قضايا الدين والقرآن والسيرة النبوية الشريفة فهذه مجالات لها اهلها وللأسف أن هذه الظاهرة لا تحدث الا فى الإعلام المصرى وهى جديدة تماما خاصة ان لدينا العشرات من العلماء الاجلاء وهم احق وأولى ان نسمع منهم لان حسابهم عند الله .