فاروق جويدة
ماذا بقى من الانفتاح الاقتصادى؟
بقيت ايام قليلة وتشهد مدينة شرم الشيخ مؤتمر مصر الاقتصادى الذى يمهد لمرحلة جديدة فى ظل واقع اقتصادى جديد نرجو ان يستفيد من دروس الماضى وتجاربنا السابقة ان قضية الاستثمار فى مصر واحدة من اقدم القضايا فى تاريخ الاقتصاد المصرى خاصة مع بداية إطلاق شعار سياسة الانفتاح الاقتصادى مع بداية السبعينيات وصدور اول قانون لتشجيع الاستثمار الأجنبى فى مصر.. ويومها صدر القانون الجديد ومعه احلام كثيرة بتطور اقتصادى حقيقى وتنمية تشمل كل جوانب الحياة المصرية .. فى هذا التوقيت برزت اسماء كثيرة فى مسيرة الإقتصاد المصرى وبدأت مصر تستعد لمستقبل جديد يفتح افاقا واسعة للتنمية الاقتصادية بكل جوانبها ..
كان القطاع العام يعيش مرحلة صعبة امام كساد انتاجه وعدم توافر العملة الصعبة اللازمة للتطوير والتحديث وكان مزدحما ومكدسا بأعداد كبيرة من العاملين فيه وكانت مصانع كثيرة قد وصلت الى حالة من الترهل امام الإهمال وعدم التجديد .. كان الأمل فى ذلك الوقت ان تفتح مصر ابوابها للاستثمار الأجنبى ممثلا فى نوعيات متطورة من الإنتاج الصناعى والسلع والخدمات بعد فترة طالت من الانغلاق وكنا نتصور ان الأموال القادمة سوف تأتى بمصانع جديدة متطورة لتحديث الصناعة المصرية .. كان الأمل اقتصادا حديثا يمهد لطفرة اقتصادية حقيقية ولكن للأسف الشديد فقد ضاعت احلام التطوير والتحديث فى دوامة البيروقراطية المصرية العريقة.. لقد جاءت رؤوس الأموال الأجنبية ولكنها اختارت مجالات وقطاعات غير ما حلم به المصريون واتجهت معظم الأنشطة الاقتصادية الى قطاعات التوكيلات التجارية لترويج انتاج الشركات الأجنبية وتم التوسع فى عمليات الاستيراد وشاهد المصريون لأول مرة فى الأسواق السجائر المستوردة والسلع الأجنبية ابتداء بالمواد الغذائية وانتهاء بالسيارات الفارهة واتسعت دائرة الاستيراد حتى شملت مئات السلع التى لم تكن يوما تدور فى خاطر المصريين ..