فاروق جويدة
هناك تطور كبير فى اداء التليفزيون المصرى حيث تغير الايقاع وأصبح أكثر سرعة..وأصبحت لغة الحوار أكثر عمقا..وفى التليفزيون المصرى الآن عدد من البرامج الحوارية الجيدة والجادة وفى نفس الوقت هناك ايضا عدد من السهرات التى استطاعت جذب المشاهدين وقد تطورت كثيراً الخدمة الإخبارية فى التليفزيون المصرى فى مستوى نشرات الأخبار والمتابعة والمعلقين.
وتستطيع الآن أن تشاهد مستوى جيداً وعميقاً فى التحليل السياسى والدراسة للواقع الاقتصادى وقراءة الأحداث بصورة عامة..وفى تقديرى أن التليفزيون المصرى يغطى الآن مساحة كبيرة من البرامج الجادة ويناقش هموم الشارع المصرى بعمق وصراحة وجدية بلا صخب او ضجيج وهذه أشياء لا مكان لها على شاشات القنوات الخاصة حيث برامج الجنس والعفاريت..وفى الفترة الأخيرة اعتقد أن المشاهد المصرى عاد إلى تليفزيون الدولة بعد ان أصابه اليأس والملل من تفاهات القنوات الخاصة وبرامج التوك شو التى خسرت الكثير من نسب المشاهدة واهتمام الجماهير..إلا اننى اعتقد أن التليفزيون المصرى مازال فى حاجة الى البرامج الثقافية والفنية الجادة خاصة انه يملك اكبر مكتبة فنية فى العالم العربى فأين ام كلثوم وأين الغناء الجميل وأين المسرحيات والافلام التى شكلت الوجدان المصرى .. مازلت اعتقد ان تليفزيون الدولة رغم كل أزماته هو الوحيد القادر على إنقاذ الإعلام المصرى المهم أن يواجه مشاكله وأزماته الحقيقية وفى مقدمتها الديون والعمالة المعطلة أن تليفزيون مصر يملك إمكانات وقدرات خاصة ومميزة يمكن ان ينطلق منها وبها الى مستقبل أفضل بكثير مما نراه الآن..لا يعقل أن تترك الدولة اعلامها وقد صنعته على عينها عبر سنوات طويلة يقع فريسة للإهمال والديون والفوضى فهو من أهم واخطر مصادر القوة الناعمة لمصر وكان وراء كل ما نشاهد الآن على الساحة العربية من الإذاعات والشاشات والصحف ولا ينبغى أبدا أن نفرط فى هذا الرصيد الحضارى والثقافى العريق يجب ان تشجع الدولة بكل أجهزتها عودة التليفزيون المصرى إلى الساحة الإعلامية بعد فترة غياب طالت فقد أصبح الآن مشاركا حقيقيا وصاحب دور فعال فيما يجرى فى مصر الآن.