فاروق جويدة
ترجع أهمية مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى إلى أكثر من جانب انه بالفعل يمثل خطوة تاريخية نحو وضع سياسة اقتصادية واقعية لمصر..لقد شهدت مصر مؤتمرات كثيرة فى أكثر من مكان وكانت شرم الشيخ نفسها مركزا لأحد هذه المؤتمرات فى سنوات سابقة ولكن لم يتحقق شىء ولم يتجاوز حدود الوعود التى لم تنفذ رغم اشتراك دول كبيرة فى ذلك الوقت..فهل يمكن أن يضع المؤتمر هذه المرة أقدامنا على الطريق السليم.
الجانب الثانى أن هذا الحشد الكبير من الرؤساء والملوك يمثل دعما حقيقيا لمصر وهى تعبر مناطق الخطر ما بين الإرهاب والظروف الاقتصادية الصعبة وضغوط دولية تحاصرنا فى كل مكان لا شك أن هناك دعما عربيا حقيقيا خاصة من دول الخليج وهو شىء مقدر جداً من المصريين شعبا ونظاما وهناك تأييد كبير لمصر فى معركتها ضد الإرهاب وهى معركة مشروعة لأنها تجرى على اراضينا والارهاب يحشد فلوله فى سيناء وهى بكل المقاييس تمثل رصيدا تاريخيا فى ذاكرة المصريين حربا وسلاما..فى مؤتمر شرم الشيخ قدمت حكومة مصر أكثر من وجه لتشجيع التعاون بيننا وبين العالم فى كل المجالات.. إن للاستثمار حوافز كثيرة وضمانات لم تحدث من قبل فى كل قطاعات الإنتاج.. وأمام المستثمر الجاد فرصا واسعة فى الاراضى والتيسيرات الضريبية وضمانات تحويل رؤوس الأموال وقبل هذا كله فإن استقرار مصر هو أهم شروط المعادلة الاقتصادية..إن الحوافز والضمانات والاستقرار ثلاثية جديدة تطرحها مصر فى مؤتمر شرم الشيخ..على جانب آخر لا شك أن المؤتمر لا يمثل فقط دعما اقتصاديا لمصر ولكنه بكل المقاييس يمثل دعما سياسيا أمام متغيرات كثيرة تدور فى المنطقة ومصر بكل تأكيد احد أهداف هذه المتغيرات ان مؤتمر شرم الشيخ يؤكد للعالم كل العالم ان مصر قد عبرت إلى مستقبل آخر من خلال ثورتين وان هناك قيادة جديدة ترسم مستقبلا جديدا لوطن جديد وعلى العالم ان يستقبل هذه الرسالة وان يعمل لها ألف حساب . انها رسالة للجميع للأصدقاء والأعداء والمتربصين وعلى كل طرف أن يقرأ الرسالة على طريقته.