فاروق جويدة
من أجمل الأدوار التى شاهدتها في السينما العالمية دور الفنان عمر الشريف في القصة الشهيرة د. زيفاجو التى كتبها يورى باسترناك الشاعر الروسى الشهير عن تجربة شاعر وطبيب الثورة..
وقد التقيت ذات مساء مع عمر الشريف في عشاء لدى الصديق حمدى قنديل وزوجته الفنانة نجلاء فتحى وقلت يومها لعمر الشريف انه أفضل من قدم دور الشاعر في السينما واصبح هذا الفيلم من ملاحم السينما العالمية.. وقد شاهدت هذا الفليم مرات عديدة في القاهرة وبيروت وبومباى في الهند وكانت البطلة الحقيقية في الرواية واسمها اولجا ايفنسكايا قد اصدرت قصة حياتها مع باسترناك في كتاب في السبعينيات تحت عنوان حياتى مع باسترناك وقد غضبت منها غضبا شديدا حين اختتمت الرواية برحيل حبيبها الشاعر وكيف احبت بعده رساما تكبره باربعين عاما عوضها عن رحيل باسترناك .. وكانت رواية د. زيفاجو قد حققت شهرة مدوية حين صدرت في ايطاليا عام 1957 ليحصل كاتبها على جائزة نوبل في العام التالى على صدورها وقد صدرت في مصر في نفس الفترة تقريبا في سلسلة كتابى التى كان يصدرها الراحل الكبير حلمى مراد بمقدمة كتبها عميد الادب العربى د.طه حسين مع مختارات من شعر باسترناك ورغم ان باسترناك لم يحتل مكانة كبيرة في تاريخ الادب الروسى مثل بوشكين وجوركى وتشيكوف وتولستوى فإن هذه الرواية حققت له شهرة عالمية تجاوزت كل هذه الأسماء على مستوى العالم بعد أن ترجمت إلى عشرات اللغات العالمية واصبحت فيلما من أشهر الأفلام في السينما العالمية الجديد في الامر الذى استدعى د.زيفاجو في الأحداث اخيرا أن الرواية تحولت إلى مسرحية غنائية سوف تعرض في برودواى اشهر مسارح امريكا في ابريل القادم بأبطال وممثلين جدد ورغم أن التجربة صعبة فقد حصل فيلم د. زيفاجو على جائزة الأوسكار وقامت بدور لارا بطلة الرواية جولى كريستى أمام عمر الشريف..وهذه هى قيمة الإبداع الحقيقى تمضى الأحداث والأشخاص والعصور وهو دائما يخاطب وجدان الشعوب في كل زمان ومكان وإن اخذ أكثر من صورة رواية ومسرحية وفيلم.. وهذا هو الإبداع.