فاروق جويدة
في تقديرى ان هناك اطرافا كثيرة سوف تراجع حساباتها بعد هذا الحشد الكبير في مؤتمر شرم الشيخ .. أول هذه الاطراف هى الإدارة الأمريكية التى شوهت العلاقات المصرية الأمريكية واتخذت مواقف كثيرة ضد إرادة المصريين.. لقد ساندت الإخوان المسلمين واقامت حسابات خاطئة على مستقبل المنطقة في ظل إتاحة الفرصة أمام الإسلاميين، وأدركت أن القضية اكبر بكثير من فصائل متناحرة تحت ستار الدين تسعى إلى السلطة بأى وسيلة.
من هذه الأطراف ايضا الاتحاد الاوروبى الذى ظل فترة طويلة مترددا في احترام إرادة الشعب المصرى وبنى كل حساباته على أوهام مستحيلة في عودة الإخوان المسلمين للسلطة وكانت دعوة المستشارة الألمانية ميركل للرئيس السيسى لزيارة المانيا أول تحول واضح في الموقف الالمانى ... من هذه الأطراف ايضا حماس في غزة وهى التى ورطت نفسها في حسابات سياسية مع الإخوان المسلمين افقدت المنظمة الفلسطينية الكثير من رصيدها التاريخى لدى المصريين كواحدة من الفصائل الرئيسية في منظومة النضال الفلسطينى ..من هذه الأطراف ايضا القوى المتصارعة في ليبيا بعد أن وصلت إلى قناعة كاملة ان مصر هى الشريك الاساسى الذى يمكن الاعتماد عليه فى اخراج الشعب الليبى من محنته في ظل انقسامات حادة تهدد مستقبل واستقرار الشعب الليبى من هذه الاطراف ايضا جماعة الإخوان المسلمون التى أصبحت تدرك الآن ان اكبر خسائرها كانت في الشارع المصرى وبعد كل المحاولات التى قامت بها من اجل تشويه صورة مصر أمام العالم عاد العالم كله إلى ارض الكنانة ولم تنجح الدعايات المغرضة في إبعاد مصر عن دورها ومسئوليتها..لاشك ان فشل الإخوان في الحكم وفشلهم في إدارة معركتهم مع الدولة المصرية بعد نجاح مؤتمر شرم الشيخ سوف يجعلهم يعيدون حساباتهم ولكن بعد فوات الآوان..لقد تصورت أطراف كثيرة أن الإرهاب قادر على كسر ارادة المصريين ولكن نجاح الجيش المصرى والشرطة المصرية في المعركة ضد الإرهاب جعل العالم كله يقف مع المصريين على أساس أن معركة الإرهاب لا تخص مصر وحدها ولكنها صمام أمان للعالم كله.