فاروق جويدة
هناك زمان للحب .. وزمان للأشواق .. وزمان آخر للحنين .. وقد يبدو الفارق بسيطا بين الحب والأشواق والحنين ..ولكن الحقائق تؤكد أن هناك مسافة كبيرة جدا تفصل بين هذه المشاعر .. أن الحب أحساس جبار لا يستطيع الإنسان أن يقف أمامه انه إعصار يأخذ كل شىء ويلقى بنا فى مكان بعيد لم نعرفه من قبل .. الحب تيار صاخب يجتاحنا مهما كانت قدرتنا على السباحة انه يأتى بلا موعد ويجتاح كل شىء بلا استئذان .. وحين نحب نستسلم لأقدارنا دون مقاومة لأننا نجد مع من نحب أشياء تختلف تماما عن كل ما عشناه في مراحل عمرنا .. حين تكبر شجرة الحب تنبت منها أشجار صغيرة تتناثر حولها وهى أشجار الأشواق .. والحب تواصل والشوق افتقاد .. وفى صخب الحب تجتاح المشاعر كل شئ فلا يبقى شئ لإحساس آخر .. انه يأخذ منا كل دقيقة وكل لحظة.. وفى توحد المحبين نعيش لحظة واحدة من الاكتمال فى كل شىء .. قلبان وجسد واحد وجسدان فى قلب واحد .. هنا لامكان للأشواق لأن الشوق تحملنا اليه امواج البعد احيانا فتلقى بنا على شاطئ بعيد .. فتغيب لحظات التوحد .. وتختفى أيام التواصل ويبدو بيننا إحساس جميل يسمى الأشواق إنها ابن من ابناء الحب وفرع من فروعه لكن لها طعم آخر يختلف كثيرا عن لحظة توحد عشناها مع من نحب .. الأشواق رصيدها البعد أحيانا أو الإحساس بأن هناك شئ ما غاب عنا .. ولهذا فأن فى الشوق الغياب وفى الحب التواصل .. وإذا عشنا لحظة حب صادقة مع أنفسنا ومع من نحب يشعر الإنسان بأن في أعماقه شىء آخر يلهب المشاعر وتهتز به القلوب انه الشوق .. وكلما ازداد الشوق اقترب من منطقة الحنين .. واجمل ما في الحنين الذكرى .. ان هذه المشاعر جميعها تتداخل في بعضها حتى صنعت لنا عطرا .. وتسأل نفسك احيانا عن تلك اللحظات التى احببت فيها ثم اشتقت ثم حملك الحنين وفى نهاية الرحلة تجد نفسك امام ذكرى لا تغيب .. وتسأل كيف بدأ المشوار ومتى انتهت الرحلة؟.