فاروق جويدة
هل يعقل ان يصاب بالتسمم 500 مواطن مصرى فى مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية ولا يجدون مستشفى يعالجهم ..
هل يعقل ان يتم علاج المواطنين فى الشوارع وعلى الأرصفة حيث لا يوجد أماكن فى مستشفى المركز ونشاهد المحاليل معلقة على الأرصفة .. لماذا لم يتم نقل المصابين إلى مستشفيات المدن القريبة من موقع الحادثة .. لماذا لم ينقل جزء منهم إلى مستشفيات الزقازيق أو المنصورة أو طنطا .. لماذا لم تذهب سيارات مجهزة من وزارة الصحة إلى المواطنين المصابين فى بيوتهم .. لماذا لم تدفع وزارة الصحة بعشرين أو ثلاثين سيارة إسعاف لعلاج هؤلاء البسطاء .. لو أن ابن مسئول كبير فى الدولة أصابه مكروه لانتقلت مستشفيات كاملة لعلاجه .. أن هذا الأداء السيئ والإهمال الذى يتسبب فى موت المواطنين جريمة إنسانية ووطنية .. هناك اجهزة فى مصر تؤدى عملها بكفاءة ليس فقط لتوافر الإمكانيات لديها ولكن الانضباط والمسئولية والمحاسبة وراء ذلك كله .. حين حدث انفجار استاد كفر الشيخ انتقلت طائرة من القوات المسلحة إلى كفر الشيخ وحملت المصابين إلى مستشفيات القاهرة كان من الممكن أن ينتقل المصابون إلى مستشفى الزقازيق العام وكان من الممكن أن تستوعب المستشفيات الخاصة جزءا من المصابين بدوافع إنسانية وزكاة المواطنة إذا كان لدينا شئ يسمى المواطنة .. كانت صورة المواطنين وهم يتلقون العلاج على الأرصفة شيئا مهينا لنا جميعا .. انه يؤكد أن الإنسان مازال رخيصا فى بلادنا وان الميراث الثقيل الذى انتقل إلينا من العصور البائدة مازال راسخا فينا حيث الإهمال والسلبية واللامبالاة .. أن المطلوب فى مثل هذه الكوارث التى تهدد حياة الناس أن يكون هناك قرار سريع وسلوك حضارى وإحساس بالرحمة والمسئولية ولكن هذه الأشياء لم يعد لها وجود امام أجهزة إدارية متراخية وغير مسئولة .. ما حدث فى واقعة التسمم فى الإبراهيمية بالشرقية يحتاج إلى تحقيق من المستشار النائب العام إلا إذا كان الإهمال والتسيب وغياب الحرص على حياة المواطنين قد خرج من قوانين الدولة المصرية