المسئولون ولغة الحوار

المسئولون ولغة الحوار

المغرب اليوم -

المسئولون ولغة الحوار

فاروق جويدة


لا شك أن لغة الحوار تعكس المستوى الحضارى والاخلاقى للشعوب والأمم وهى من الظواهر التى يتوقف عندها علماء الاجتماع لأنها تحدد مستويات السلوك ومدى التراجع أو التحضر فى السلوك العام.

وفى مصر تراجعت كثيرا لغة الحوار فى كل المجالات ابتداء باللغة العامة فى الشارع وانتهاء بما يظهر على الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام ولكن الأخطر من ذلك كله أن تطلق كلمات شاذة من كبار المسئولين وتنطلق كالرصاصة فتصيب أناسا أبرياء دون مناسبة وبلا أسباب . حدث هذا فى أكثر من مناسبة سواء على الشاشات أو فى مواجهات عادية..

والمطلوب أن يكون المسئول أكثر الناس حرصا وهو يتحدث لأنه مسئول ولأنه قدوة ولأنه يحاسب على كل صغيرة وكبيرة أمام الرأى العام..هناك كلمة تأخذ صاحبها إلى الجنة وأخرى تلقى به فى النار..وهذا التراجع فى لغة الحوار لم يعد قاصرا على الشارع ولكنه انتشر فى المسلسلات على الشاشات ونحن الآن نسمع الشتائم بالأب والأم بين نجوم كبار وفى مسلسلات تدخل البيوت ويراها الأطفال ويتصورن أن هذا شئ عادى وان هذه الشتائم سلوك طبيعى..وقد وصلت هذه اللغة الهابطة إلى بعض المقالات فى الصحافة والأسوأ من ذلك كله ما يظهر على مواقع التواصل الاجتماعى من الفيس بوك والتويتر وما شابهها حيث يتبادل المعلقون ألفاظا غريبة وشاذة..وفى بعض البرامج تطاردك شتائم ما انزل الله بها من سلطان..

وحين تجئ لغة الغناء تسمع كلاما لم تسمعه من قبل ويتحسر الإنسان على عهد مضى من اللغة الجميلة والإبداع الراقى حين كان الفنان يقضى شهورا وربما سنوات وهو يبحث عن كلمات جميلة يشدو بها للناس.. إن لغة الحوار هى أول رسالة يطلقها شعب من الشعوب تؤكد مستواه الحضارى والفكرى والاخلاقى وحين تهبط هذه اللغة فهى دليل تراجع وانهيار ولهذا فهى مقياس ضرورى لسلوكيات الناس وأخلاقهم ويجب أن نحرص على متابعة ما يجرى فى وسائل الإعلام من حوارات ومسلسلات وغناء لأن هذه المجالات تشهد تجاوزات كثيرة وتنتقل كالعدوى إلى الأطفال فى البيوت ومن الخطأ أن نترك لابنائنا هذه الأمراض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسئولون ولغة الحوار المسئولون ولغة الحوار



GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 17:57 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

التعليم مجانى وإلزامى (٦)

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

«المناقيش» سر تعثر لقاء السنباطى وفيروز!!

GMT 17:46 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حكمة نبيل العزبى!

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الشركات العامة

GMT 17:42 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أمر شائن!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib