فاروق جويدة
يجتمع القادة والزعماء العرب فى شرم الشيخ فى قمة جديدة والعالم العربى يعيش مأساة حقيقية بعد أن اتحدت عليه قوى البغى والعدوان يقف العالم العربى فى هذه القمة ممزقا بعد أن سقطت فيه كل الحسابات وتحول إلى دمية فى يد الآخرين ..العالم العربى ومئات الملايين من البشر الذين يعيشون فى مكان واحد تجمعهم لغة واحدة ودين واحد وارض واحدة وجموع من البشر فى كل التخصصات.
هذا العالم العربى الذى يملك مساحات شاسعة من الاراضى المنتجة ولديه الصحراء والوديان والأنهار وقبل هذا كله لديه اكبر ثروات عرفها التاريخ وهى البترول والغاز .. هذا الوطن الكبير يعيش الآن محنة قاسية ما بين الاحتلال والفوضى والتقسيم وغياب الامن والاستقرار.. ماذا بقى للعرب الآن ..
العراق وهو حائر بين الاحتلال والإرهاب .. سوريا التى تعانى كل مظاهر التقسيم والشتات ليبيا وهى تنزف تحت سياط الإرهاب والقبلية .. اليمن الذى يعيش محنة الفوضى .. ماذا بقى للعالم العربى وكل حدوده مهددة ما بين إسرائيل وايران وتركيا والقوة العظمى والأساطيل الغربية التى تحوم فى مياهنا وتهدد امننا ومستقبل اجيالنا .. ماذا يفعل الحكام العرب وهم يشاهدون الآن كل هذه المأسى .. أين جيوش العراق وسوريا وليبيا واليمن .. وكيف تحمى هذه الامة المنكوبة حدودها وثرواتها وأراضيها..جاء الربيع العربى وتحول أمام المؤامرات والإرهاب وغياب الرؤى إلى كوارث إنسانية ..
هل يستطيع الحكام العرب اليوم أن يوحدوا إرادة شعوبهم هل يمكن للعرب ان يواجهوا مشروعات التقسيم التى تحيط بهم هل يمكن إنقاذ ما بقى من العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين .. هل يمكن أن يأمن الإنسان العربى على حياته ومستقبل ابنائه وسط هذا الدمار نحن أمام مؤامرة تقسيم جديدة تناثرت فيها الدول وتحولت إلى ولايات صغيرة تشبه ما حدث فى الأندلس منذ مئات السنين وكأن التاريخ يعيد نفسه .. ان محنة القمة العربية تشبه محنة شعوبها امام هذا المستقبل الغامض الذى يهدد هذه الأمة أرضا وبشرا وتاريخا فمتى يفيق النائمون.