فاروق جويدة
حاول أن تتصفح اجندة ايامك من وقت لآخر وكما تراجع رصيدك فى البنك لماذا لا تراجع رصيدك فى الحياة..فى كل صفحة سوف تجد قائمة بالأشياء التى عبرت عليك.
.ستجد صفحة للأصدقاء وسوف تكتشف انها تتراجع وان هناك أسماء كثيرة سقطت منها فى رحلة الصعود أو الهبوط..إن الصداقة من أجمل الأشياء فى الحياة ولهذا فأن الخسائر فيها مؤسفة ومؤلمة وأقسى ما فيها ان تكتشف أن صفحة الأصدقاء أصبحت خالية وليس فى العمر متسع لصداقات جديدة..آخر ما يبقى لنا من الأصدقاء وجوه سكنت قلوبنا ولم يعد لدينا مكان لوجوه اخري..حاول أن تتصفح صفحة الأحباب سوف تكتشف ان الأحباب رحلوا ومضى كل منهم فى طريق وحين تجلس وحيدا ويمضى أمامك شريط الذكريات سوف تتمنى لو عاد بك الزمان الى الوراء قليلا لتعيش لحظة حب فرطت فيها أو لحظة الم عانيت مرارتها وتبدو أمامك صفحة الأحباب خالية ألا من أرقام قديمة وعناوين مجهولة وتسأل نفسك كم كانت الخسارة فادحة وحين تقلب الصفحات لا تنس ان تقف قليلا مع صفحة الصحة ونصائح الأطباء وما بقى لك من شباب رحل حيث تغيرت الملامح وتسربت حشود الشعر الابيض وتغيرت الألوان والعيون والضحكات..صارت العيون اقل بريقا والابتسامات اقل حضورا والأحلام اقل وهجا وسوف تبدو امامك متاعب الرحلة وكيف كان المشوار ثقيلا فى اعبائه وليس فى نجاحاته وسوف تدرك أن ما بقى من صحتك هو آخر ما بقى لك من رصيد رحلة شاقة بددت فيها أشياء كثيرة فبدا الحلم شاحبا هزيلا يترنح بين سحابات الشعر الأبيض وهو يغتال سنوات البراءة ويعصف بآخر ما بقى من حصون الصبر ،المعاناة.. ثلاثية غريبة وعجيبة ما بين الأصدقاء والأحباب وجوادك المتعب بعد رحلة سفر طويلة تتساقط اشياء اخرى فلا المال يغنى ولا المناصب تبقى ولا الأضواء تدوم تنسحب كل هذه الأشياء وتأخذ مكانا قصيا فى رحلة الحياة ولا يبقى لك غير أن تنام هادئا مع سؤال من صديق أو كلمة من حبيب أو لحظة تعيشها مستمتعا باشياء فات اوانها.