فاروق جويدة
قالت:الأيام فرقتنا والزمن لعب بنا وكل واحد منا اختار طريقا غير الآخر..أحيانا اشعر بالندم أننى لم أفهمك..
وفى أحيان أخرى أشعر أنك كنت قاسيا معى ولم تقدر ظروف الحياة وقررت ان تبتعد..ورغم أن كل واحد منا عاش حياته ورضى بقدره فيها، إلا اننى فى كثير من الاحيان اذكرك كلما عبرت على خيالى تلك الذكريات البعيدة..أصبح عندى يقين ان الحب ابداً لا يموت بل يأخذ مكانا بعيداً في حياتنا قد نسمع اغنية عشناها معا..قد نعبر في مكان جمعنا يوما، قد تأتى سيرة أحدنا في مجلس أو مكان..أشياء صغيرة تحرك مواجعنا وتعيد لنا ما فات..
قلت:ما تشعرين به يمر في خيالى تماما وقد اعتدت في حياتى ألا أذكر اخطاء الآخرين..اننى فقط احرص على ان تبقى في ذاكرتي تلك اللحظات الجميلة التى جمعتنا..ان الأيام كفيلة بأن تداوى جراح الحب ولكن ما اجمل ان نصون ذكرياته الجميلة..حين يفترق الأحباب ويمضى كل في طريق ينبغى ان يحمل كل منهما الاشياء الجميلة فقط..حين نسافر لا نحمل معنا كراكيب البيت..نأخذ فقط ما نحب وما نريد..وهذا ايضا يحدث في الحب لا تحمل معك وانت تودع حبيبا اخطاءه وحماقاته ولحظات جنونه وغضبه حاول أن تأخذ معك اجمل ما بقى منه..ان التسامح اجمل ما يبقى من الحب واذا عجز الإنسان على ان يتسامح فهذا يعنى انه ترك الأعشاب تنمو في جوانحه وتأكل الثمار..خذ من حبيبك ما يستحق البقاء واترك له حشائش الأيام واترك له لحظات الندم وحده وكن انت المتسامح الرقيق..ليس هذا في الحب فقط ولكن كل ما في الحياة..قبل ان تترك المكان اى مكان اترك وردة ولا تترك شجرة صبار..اترك كلمات جميلة يذكرك بها الناس وادفن حماقاتك وغضبك وجنونك في سلة الذكريات..آخر ما يبقى لنا في الحب لحظة جنون صادقة..واجمل ما يبقى لنا من الذكريات قلب متسامح..واعظم هدية تتركها لحبيب وانت تودعه ان يشعر في كل لحظة انك كنت أمينا وراقيا وجميلا..
قالت:وماذا بقى منى .
قلت:كثيرا ما اذكرك وأشعر ان ما بقى بيننا اكبر بكثير مما ضاع.