فاروق جويدة
اخيرا صدر حكم نهائي بسجن الشاعر القطري محمد بن راشد العجمي الملقب بابن الذيب خمسة عشر عاما بسبب قصيدة كتبها تحية لثورات الربيع العربي واهداها الي تونس تحت عنوان الياسمين.
.ولم ينس ان يذكر فيها شيئا قليلا عن القوات الأمريكية الموجودة في قطر ونظام الحكم المستبد الذي استباح كل حريات الشعب القطري..القصيدة من الشعر النبطي الذي ينتشر في دول الخليج العربي وله قاموس خاص في لغته وتراكيبه..والشاعر المسجون كان شاعرا مغمورا بسيطا فقير الحال ولكن القصيدة وضعته في مقدمة المشهد الثقافي والسياسي الخليجي حيث وجد نفسه في مواجهة مع واحدة من اكبر السلطات القمعية في العالم العربي..ولا شك ان الشاعر المسكين لم يكن يتصور ان كلمات قليلة في قصيدة يمكن ان تلقي به في السجن في حكم جائر والغريب في الأمر ان قناة الجزيرة التي تقدم كل يوم مئات القصص عن الثوار في العالم العربي لم تذكر شيئا عن الشاعر السجين..كانت الجزيرة ومازالت تقود كل الحملات الإعلامية ضد معظم الدول العربية ابتداء بليبيا ثم سوريا واخيرا اقامت قناة لتشويه كل شيء في مصر بالأكاذيب والافتراءات.
إن الناس تتساءل لماذا لم يظهر اي شيء عن هذا الشاعر المسجون وليس بينه وبين مبني قناة الجزيرة في الدوحة غير بضع امتار قليلة وكيف لم يعرف العاملون فيها النهاية المؤلمة التي حدثت لهذا الشاعر المسكين امام حكم ظالم..هناك سؤال آخر يتردد عن الصحافة القطرية وكيف انها تجاهلت قصة هذا الشاعر..إن هذا التناقض في الآراء والسياسات والمواقف يعكس خللا في النظم القمعية..في حوار مع بن الذيب سمعته يقول إن المساحة المتاحة امامنا بضع امتار ولكنها في بلد مثل مصر تعد بالكيلو مترات ومن اجل هذا دخل السجن..رغم كل ما يقال عن الحريات وحقوق الإنسان والتقدم في كل مجالات الحياة بقي العداء بين الاستبداد والشعر حدث هذا في عصور قديمة حين كان الحكام يطاردون الشاعر بالسجن حينا و بالذهب احيانا.. وفي تاريخنا العربي شعراء ماتوا في سبيل الكلمة وآخرون باعوا انفسهم للطغيان وما اشبه اليوم بالبارحة