انيس منصور

انيس منصور

المغرب اليوم -

انيس منصور

فاروق جويدة

مر عامان علي رحيل انيس منصور وهو الذي ملأ الدنيا فكرا وثقافة‏..‏لم يكن انيس منصور مثقفا عاديا فقد قضي نصف عمره في القراءة والنصف الآخر  كاتبا لكل انواع الكتابة وحتي اللحظات الأخيرة من حياته كان يقاوم المرض بالكتابة..كان انيس منصور يمثل الفكر الموسوعي في اكمل صوره فهو صديق دائم لكل ابداع جميل ولم يترك لونا من الوان الكتابة إلا اقترب منه وعايشه وابدع فيه..ولهذا كان رصيده من الكتب اكثر من مائتي كتاب وحققت مبيعات كتبه اعلي ارقام التوزيع طوال خمسين عاما.. وكان دائم السفر منذ رحلته الأولي الشهيرة في شرق اسيا والتي كتب فيها كتابه الشهير حول العالم في مائة يوم..وظل وفيا لذكري العقاد رغم انه كان صديقا لهذا الجيل فإن العقاد واحتل مكانة خاصة في حياة وفكر انيس منصور وظهر ذلك في كتابه الأشهر في صالون العقاد كانت لنا ايام..ورغم عشقه الشديد للأدب والسفر والفنون بصفة عامة اقترب احيانا من السياسة خاصة في عهد الرئيس الراحل انور السادات ورحلته الي القدس واتفاقية السلام مع إسرائيل..عرفت انيس منصور وربطت بيننا صداقة جميلة كنا احيانا نختلف في بعض المواقف ولكن ظللت احمل له تقديرا ومكانة خاصة عندما كلفه الرئيس السادات بإصدار مجلة اكتوبر قضينا معا ثلاثة شهور وفي اليوم الذي صدر فيه العدد الأول من المجلة ودعته وقلت له لقد انتهي دوري الآن ويجب ان امضي حتي نظل اصدقاء.. كنت اري ان الصداقة الحقيقية اكبر وابقي من كل الأشياء كانت مواقف هي الوردة التي يقدمها انيس للقارئ صباح كل يوم وكان يكتب عشرة اعمدة متنوعة مرة واحدة..كانت لديه مساحات لم تتوافر لغيره من التنوع في القراءات فهو عاشق للفلسفة والشعر والرواية وهو متابع جيد لكل ما يجري في العالم وكان يحب ادب الرحلات ويقرأ كثيرا في ادب الإعترافات عن الشخصيات المؤثرة في تاريخ البشرية اشياء كثيرة غابت منذ رحل انيس منصور حكاياته المثيرة وحضوره الطاغي واحاديثه الشائقة واسلوبه الرائع الجميل..كان مدرسة في الفكر والثقافة زينت زماننا البخيل وايامنا الموحشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انيس منصور انيس منصور



GMT 19:20 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 19:17 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 19:15 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 19:13 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 19:10 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 19:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 18:58 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

جمال بدوي محارب قديم!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد
المغرب اليوم - رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد

GMT 02:13 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة المنتخب المغربي لمواجهة الغابون وليسوتو

GMT 01:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونيخ يسحق رازن في ختام رائع لعام 2024

GMT 01:27 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وأتلتيكو يستعدان لحسم معركة القمة

GMT 01:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يعيد سكة الانتصارات بهدف تيجاني

GMT 01:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يخوض منعطفاً صعباً في حملته أمام توتنهام

GMT 03:37 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أتلتيكو مدريد يراهن على الفوز بلقب الدوري الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib