فاروق جويدة
اتمني ان يحصل الشعب المصري بكل طوائفه علي اجازة من السياسة لمدة عام كامل ولا مانع من إغلاق جميع الأحزاب السياسية الدينية والمدنية وبرامج التوك شو علي الفضائيات والمؤتمرات وجلسات النميمة والانقسامات التي اصبحت الأن تهدد كل شيء في استقرار هذا البلد.
عام واحد نراجع فيه انفسنا منذ قامت الثورة وحتي الآن حيث لم نحقق إنجازا واحدا في اي مجال من مجالات الحياة.. توقف الإنتاج في مصانعنا وتدهورت السياحة وساءت حالة الأمن وانتشرت الفوضي ووقفنا نستجدي هذا ونطلب قرضا من ذاك.. ووسط هذه الدوامات ساءت اخلاق الناس فسمعنا من الشتائم والبذاءات والاتهامات ما لم نسمع من قبل.
مطلوب اجازة من السياسة لكل المصريين ترتاح فيها جموع المواطنين من هذا الصخب المجنون.
نرتاح فيها من المظاهرات والتجمعات والخطب والشعارات والتضليل وقد يسألني سائل وماذا نفعل في هذا العام بعيدا عن السياسة واقول ان نسبة الشباب في مصر تزيد علي 65% من تعداد السكان وهي من اعلي النسب في العالم وهذه الجموع من الشباب العاطل يمكن ان تتجه الي مشروع قومي لمحو الأمية, في هذا العام يمكن ان نقضي تماما علي هذه الكارثة الإنسانية التي تطاردنا في كل مكان فلدينا أكثر من 27 مليون إنسان لا يقرأون ولا يكتبون وهم عبء حضاري وتاريخي وإنساني وفي دستور 1923 مادة تطالب بمحو امية هذا الشعب وبعد أكثر من 80 عاما مازلنا نطالب الحكومة بمحو امية الشعب الغلبان ولم نفعل شيئا حتي الآن, لو اننا نجحنا في هذا المشروع خلال هذه الإجازة لكان ذلك افضل واجدي من كل معاركنا السياسية.
من حق العقل المصري ان يستريح قليلا بعد اكثر من عامين من الثورة جلسنا امام الفضائيات في وصلات من الردح والشتائم والتجاوزات التي لا تليق بشعب عظيم كان يوما مدرسة للأخلاق والسلوك المترفع, عام واحد نحصل فيه علي اجازة من المزايدات والأحلام الكاذبة وتكفير الناس بالباطل وتصفية الحسابات بين القوي السياسية التي لم تدرك القيمة الحقيقية للديمقراطية والمعني الحقيقي للحوار.