فاروق جويدة
منذ سنوات ونحن نتحدث عن السحابة السوداء.. قالوا انها بسبب زراعة الأرز وإحراق ما يبقي من محصول القطن.. وقالوا انها بسبب كمائن الطوب..
وقالوا انها تلال القمامة التي تحترق كل ليلة حول القاهرة.. اختلف العلماء والباحثون ولم نصل الي الحقيقة حتي الآن.. أكثر من14 عاما والمصريون يعانون السحابة السوداء ولم يعد الأمر قاصرا علي المدن الكبري وضواحيها ولكن السحابة السوداء تطارد الفقراء والبسطاء في القري البعيدة والعشوائيات.. منذ سنوات وخبراء الصحة العالمية يؤكدون ان هذه السحابة تركت آثارا سيئة للغاية علي صحة المصريين وانها كانت سببا في انتشار امراض خطيرة ومنها الربو بين الأطفال.. واكد الخبراء ان المصريين يدفعون ملايين الجنيهات في علاج الآثار السيئة للسحابة السوداء.. وقالوا ايضا ان مرض السل عاد مرة اخري رغم انه من الأمراض التي اختفت تماما علي مستوي العالم وان هذا المرض الخطير قد عاد بمواصفات جديدة لا يصلح معها العلاج بالمضادات الحيوية التقليدية وانه اكتسب مناعة ضد هذه المضادات.. ارقام كثيرة قالها الخبراء حول الآثار الاقتصادية للسحابة السوداء وكم تكلف ميزانية الدولة كل عام.
خلال14 عاما تغير اكثر من وزير وصدرت مئات القرارات وبقي الوضع كما هو في كل عام وفي هذا التوقيت بالذات تهبط علينا السحابة السوداء تقتحم البيوت والصدور وتدفع بملايين الأطفال الي المستشفيات امام النزلات الشعبية والربو وامراض الصدر باختلاف انواعها..كانت هناك محاولات للاستفادة من قش الأرز باستخدام اساليب حديثة في تصنيعه ولكن هذه الجهود توقفت منذ قيام ثورة يناير وحتي الآن خاصة انها كانت مشروعات محدودة لا تكفي لمواجهة هذه المشكلة في عدد كبير من المحافظات يعاني السحابة السوداء.. إذا كنا نستعين في مباريات كرة القدم بالحكام الأجانب لماذا لا نحاول الاستعانة بخبراء اجانب لمواجهة السحابة السوداء.. إن الخسائر في مجال الصحة العامة يتجاوز كثيرا تكاليف مواجهة هذه السحابة حتي لو استوردنا لها عشرات الدراسات والأجهزة والخبراء.. حين يهبط المساء وتهبط معه السحابة السوداء علي قلب القاهرة ومع القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش والدخان الذي ينبعث من كل شيء تبدو الحياة مستحيلة.